تظاهر آلاف
العراقيين، السبت، ضد نشر تركيا قوات في قاعدة قرب الموصل شمال البلاد، وأحرق بعضهم الأعلام التركية، وهددوا بأعمال عنف ضد الجنود بسبب ما يعتبرونه انتهاكا لسيادة بلدهم.
وأثارت أنباء عن إرسال 150 جنديا تركيا الأسبوع الماضي أزمة بين أنقرة وبغداد التي لجأت لمجلس الأمن الدولي للمطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط.
ورفضت أنقرة ذلك قائلة إن قواتها جزء من مهمة دولية لتدريب قوات عراقية وتجهيزها لقتال تنظيم الدولة الذي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضي البلاد. وتنفي بغداد أن تكون طلبت من تركيا هذه القوات.
ومع تصاعد التوتر بين موسكو وأنقرة بسبب إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية الشهر الماضي، وصفت روسيا إرسال الجنود الأتراك بأنه "توغل غير قانوني".
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان صدر بعد اتصال هاتفي بين وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره العراقي إبراهيم الجعفري، "الجانب الروسي عبر عن موقفه الحاسم بدعم سيادة العراق وسلامة أراضيه."
وتجمع نحو أربعة آلاف متظاهر في ساحة التحرير بوسط بغداد، السبت، وعدة آلاف آخرين في البصرة، المدينة الغنية بالنفط في جنوب البلاد، وبينهم أعضاء في تنظيمات شيعية، حيث رفعوا لافتات كتب عليها "الموت لتركيا.. الموت لأردوغان."
وقال هادي العامري، النائب الشيعي بمجلس النواب والذي يتزعم منظمة بدر المسلحة، للمحتجين: "نحن نعتبر أي تواجد عسكري على الأراضي العراقية عدوانا أجنبيا واجب التصدي له بقوة وبكل الوسائل المتاحة."
ونظمت المسيرات وقادتها
جماعات شيعية هددت باللجوء للعنف ضد تركيا ما لم تسحب قواتها.
وقال أمجد سالم، القائد المحلي بمنظمة بدر في البصرة، وهو يلوح بمسدسه تجاه صورة للرئيس التركي طيب
أردوغان، "نحن في حالة الإنذار القصوى ننتظر الأوامر من قادتنا لكي نحرق الأرض تحت أقدام الجنود الأتراك."
وكان محتجون في بغداد يطؤون بأقدامهم العلم التركي ويكيلون الصفعات لصورة أردوغان.
وهدد أبو منذر الموسوي، القائد المحلي في جماعة عصائب أهل الحق شبه المسلحة، تركيا قائلا: "إذا كان الأتراك يعتقدون بأن العراق منشغل بمحاربة تنظيم الدولة، وأنه بذلك يستطيع استغلال هذه الفرصة لنشر جنوده، فعليهم أن يفكروا مليا قبل أن يرتكبوا مثل ذلك الخطأ."
وأضاف: "نحن قادرون على استهداف الجنود الأتراك، والأيام القادمة ستثبت ذلك."