انطلق مؤتمر روما الدولي حول ليبيا الأحد بالعاصمة الإيطالية روما بحضور ممثلين عن سبعة عشرة دولة وأربعة منظمات دولية، إضافة إلى أطراف ليبية ممثلة للحوار السياسي برعاية أممية.
وقال مصدر ليبي، حاضر لمؤتمر روما لـ "عربي21" رفض الكشف عن اسمه، إن أهداف المؤتمر تنحصر في إعلان الدعم الدولي لمسار التفاوض السياسي الذي رعته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وقطع الطريق أمام أي حوارات أخرى موازية.
وأضاف المصدر أنه سيتم إعلان الدعم الدولي لحكومة التوافق الوطني المزمع إقرارها يوم السادس عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري بالصخيرات المغربية، وذلك في مؤتمر صحفي يجمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيطالي باولو جينتيلوني ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا باولو جينتيلوني.
وأكد المصدر الليبي إقرار الأطراف الليبية والدول الحاضرة لاجتماع روما المضي قدما في محاربة الإرهاب، خاصة تنظيم الدولة الذي بات يهدد وحدة التراب الليبي. حسب المصدر.
ويمثل المؤتمر الوطني العام في مؤتمر روما النائب الثاني لرئيس المؤتمر صالح المخزوم، والأعضاء محمد معزب وبالقاسم اقزيط ومحمد بوسته، ومستشار الفريق أشرف الشح في حين يحضر عن مجلس النواب بطبرق النائب الأول لرئيس البرلمان امحمد اشعيب، والعضو صالح همه ومستشارهم السياسي الطاهر السني.
بينما يحضر عن المستقلين فضيل الأمين، نعيمة جبريل، ونوري العبار، وعن النواب المقاطعين للبرلمان، فتحي باشاغا، ومصطفى أبوشاقور.
وكان رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين أكد في رسالة إلى ورزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني بأن نائبه الأول عوض عبد الصادق هو ممثل المؤتمر الوطني الوحيد في مؤتمر روما، وان ما عداه لا يمثل إلا نفسه.
مساع غربية
قادت الولايات المتحدة وإيطاليا الأحد مسعى دبلوماسيا دوليا لحمل الفصائل المتحاربة في
ليبيا على توقيع اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أمل أن يوقف مد تنظيم الدولة في البلاد.
وبدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيطالي باولو جنتيلوني ومعهما مبعوث الأمم المتحدة مارتن كوبلر و18 مندوبا آخر اجتماعا لحث المعسكرين المتنافسين في ليبيا على تحقيق تقدم بعد محادثات استمرت عاما تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، اشترط عدم نشر اسمه، إن الاجتماع الذي يستغرق يوما واحدا سيقر الاتفاق الليبي؛ أملا أن يمنح الليبيين الثقة في المضي قدما، وهم يدركون أنهم يحظون بدعم المجتمع الدولي.
وقال المسؤول للصحفيين إن "الليبيين أرادوا معرفة أن المجتمع الدولي سيدعمهم في هذه الخطوة إن هم أخذوها."
وسيتيح الاتفاق لحكومة ليبية جديدة أن تطلب مساعدة عسكرية دولية للتصدي لتنظيم الدولة التي توسعت منذ الثورة التي أيدها الغرب وأطاحت بحكم معمر القذافي.
وقال المسؤول "الليبيون يريدون محاربتها ويريدون مساعدة دولية في محاربتها. وهذا يتوقف في نهاية الأمر على الليبيين لكننا نتوقع منهم أن يفعلوا ذلك وستساعد الأطراف الخارجية حينذاك بالتدريب والتجهيز بالوسائل المناسبة".
ولأن ليبيا تبعد أقل من 300 كيلومتر على الجانب الآخر من البحر المتوسط فقد سعت
إيطاليا لتركيز الاهتمام الدولي على ليبيا منذ هجمات باريس التي وقعت الشهر الماضي.
وكان تنظيم الدولة استغل حالة الفوضى التي شهدتها ليبيا وأقام قاعدة له في سرت وأصبح له نحو 3000 مقاتل وقد هاجم فندقا وسجنا في طرابلس وحقول نفط وحواجز أمنية عسكرية، كما نشر مقطع فيديو ذبح فيه 21 مسيحيا من أقباط مصر على شاطيء ليبي.
وقال جنتيلوني يوم السبت "علينا أن نظهر أن بوسع الحكومات أن تتحرك بسرعة وفاعلية أكبر من الخطر الإرهابي".
ويدعو اقتراح الأمم المتحدة إلى تشكيل مجلس رئاسي على أن يكون مجلس النواب هو المجلس التشريعي إلى جانب مجلس استشاري هو مجلس الدولة.
وللمجلس الرئاسي أن يشكل حكومة في غضون 30 يوما من توقيع الاتفاق على أن يصدق عليها البرلمان ويدعمها قرار يصدر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقال دبلوماسيون إن عقوبات قد تفرض على المعارضين فيما بعد.
غير أنه في ضوء التشرذم الحاصل في ليبيا تظل علامات استفهام قائمة حول رد فعل المعارضين والفصائل المسلحة الرافضة للاتفاق لما سيرون أنها حكومة لا تمثل الجميع وكيف يمكن استمالتهم.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية في بيان قبل اجتماع روما إن "إنهاء المفاوضات سيقوي مسلحي تنظيم الدولة، كذلك فإن منح الاعتراف لحكومة لا تحظى بالدعم الكافي سيحكم عليها بأن تظل عديمة الأهمية".
جيش موحد
وستواجه أي حكومة تحديات هائلة بسبب ما لحق بصناعة النفط من جراء الهجمات والاحتجاجات. وقد انخفض الانتاج لأقل من نصف مستواه قبل عام 2011 والذي كان يبلغ 1.6 مليون برميل في اليوم.
وسيكون العامل الرئيسي هو أمن طرابلس وتجميع قوة عسكرية تدعم الحكومة الجديدة.
ويقول المسؤولون الغربيون إنه سيتعين على الليبيين البت في شكل المساعدة الأجنبية التي يريدونها لكنهم لا يستبعدون شن ضربات جوية من جانب واحد على تنظيم الدولة، وقد شنت الولايات المتحدة غارات كما قامت فرنسا بتسيير طلعات استطلاعية.
وستتركز المساعي في البداية على الارجح على التدريب ودعم القوات المحلية.
وقال مسؤول غربي إنه "لن يكون هناك جيش ليبي كما نود لكن توجد مجموعة من القوى إذا عملت معا ستكون قوة كافية لضرب داعش".