انتفاضة أساتذة المغرب ضد وزير التربية بمسيرة حاشدة (فيديو)

طالب الأساتذة المتدربون المنضوون تحت لواء "التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين بالمغرب" وزير التربية الوطنية والتكوين المهني المغربي، رشيد بلمختار، بإلغاء المرسومين "المشؤومين" اللذان أصدرهما، واللذان لا يخدمان مصلحة الأساتذة، على حد تعبيرهم، وهددوا بالمزيد من التصعيد في حالة لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

وأضاف الأساتذة المتدربون، في مسيرة حاشدة حضرها الآلاف منهم من مختلف المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وفروعها الموزعة على 41 مدينة مغربية، الخميس بالرباط، بأن هذه المسيرة تأتي "للدفاع عن حقنا في الوظيفة العمومية، ولإسقاط المرسومين المشؤومين".

وفي تصريح خص به "عربي21"، قال أحد أعضاء التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، "إن معركتنا هاته انطلقت منذ أكثر من 50 يوما بطرق سلمية، لكن السلطات الأمنية تعاطت معنا بالقمع على المستوى الوطني، مراهنة على ضرب وحدة الأساتذة المتدربين".

وأشار المصدر ذاته إلى أن عائلات الأساتذة وذويهم قدموا من مختلف جهات المملكة لمساندة أبنائهم في نضالهم، مشددا على أن "اللغة الوحيدة التي تعاطت بها الحكومة المغربي مع مطالب الأساتذة المتدربين هي لغة القمع ولغة الآذان الصماء، وحاولت النيل من عزيمة الأساتذة عن طريق ترويج لمغالطات من قبيل السنة البيضاء، وبأن معركتنا ليست معركة مشروعة، وغايتها في هذا هو إفشال معركة الأساتذة المتدربين".

ولفت إلى أن المرسومين "المشؤومين" لوزير التربية الوطنية، يهدفان إلى "تكوين جيش احتياطي من الأساتذة المتدربين وتفويته إلى القطاع الخاص، مع العلم أن مؤسسات المراكز الجهوية هي مؤسسات عمومية".

وحذر الحكومة المغربية اتجاه ما ستؤول إليه الأوضاع في حالة استمرارها "في عدم التعاطي المسؤول مع مطالب الأساتذة المتدربين العادلة والمشروعة" على حد تعبيره.

بدورها، صرحت الأستاذة خديجة متوكل، من مركز فاس، لـ"عربي21" أن المسيرة هي الثانية على الصعيد الوطني من بعد مسيرة 12 تشرين الثاني/ نونبر، من أجل إسقاط المرسومين، الذي يقضي أولهما بفصل التوظيف عن التكوين، والثاني بـ"تقزيم" المنحة التي تعطى للمدرس إلى النصف، وقالت إن نتيجة هذين المرسومين هو "أن الأساتذة المتدربون، الذين هم بالآلاف، سيصبحون عرضة للشارع أو للقطاع الخاص غير المهيكل".

وتساءلت ذات المتحدثة قائلة "إلى متى هذه السياسة التقشفية في حق أبناء الشعب، هذه السياسة اللا شعبوية التي تنهجها الحكومة في حق القطاعات الاجتماعية؟".

وشددت على أن الأساتذة المتدربون لن يرضوا بديلا "إلا بإسقاط المرسومين، وإن تطلب الأمر معركات نضالية ومسيرات وطنية أخرى".

وشهدت المسيرة الوطنية للأساتذة المتدربين بعض الاحتكاكات بين الأساتذة والسلطات الأمنية، التي حضرت بكثافة، خلفت إصابة بعض الأساتذة بجروح جراء ضرب القوات المساعدة وعناصر التدخل السريع للأساتذة من أجل وقف تقدمهم نحو وزارة التربية الوطنية، غير أن هؤلاء استمروا في تقدمهم واستطاعوا من كسر السياج الأمني الذي ضرب في الشارع المؤدي للوزارة.

وتعليقا على هذا الحادث، قال أحد الأساتذة، في تصريح، إن ما وقع اليوم هو دليل عن غياب حقوق الإنسان بالمغرب، وأن مثل هذه الأساليب "لن تزيدنا إلا صمودا وثباتا، وأن المسألة اليوم قد تكون مرسومين بئيسين مشؤومين أجمع المجتمع على أنهما غير عادلين، لكن غدا قد تكون المسألة أكبر من ذلك".

واستطرد "نحن صامدون ثابتون مؤمنون بعدالة قضيتنا، ندافع عن حق الشعب المغربي في التعليم العمومي ديمقراطي ومجاني، نحارب لوبيات القطاع الخاص التي تريد أن تمتص من دمائنا بعد أن امتصت ثروة هذه البلاد، فليعلموا أن سياستهم بئيسة وأننا صامدون وما لا يؤتى بالنضال، لا يؤتى إلا بمزيد من النضال".

آباء وأمهات وأقارب المحتجين، كانوا حاضرين بدورهم في المسيرة الاحتجاجية، حيث أكدت والدة إحدى الأساتذة المتدربين أنها أتت لتساند ابنها الذي سهرت الليالي من أجله حتى يصبح ما هو عليه الآن، وبذلت الغالي والنفيس من أجل هذه الغاية، "غير أن ما تعرض له وزملاءه صدمنا، فبعدما منينا النفس بأنهم سيعينوننا على نوائب الدهر، يظهر من خلال هذين المرسومين اللذين قررهما وزير التربية الوطنية بأن أبناءنا سيصبحون عالة على المجتمع، وأن الشارع هو مصيرهم" على حد تعبيرها.

في حين قال سعيد خير الله، الكاتب العام للجامعة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل، في تصريح صحافي، "أتينا للتضامن مع الأساتذة المتدربين لأننا نعتبرها معركة عادلة، ويطالبون بمطالب مشروعة ورفع الحيف".

وأضاف "يجب على الدولة تحمل مسؤوليتها وإلغاء المرسومين، وهي مطالب بسيطة، كما أننا مستعدون للتضامن المستقبلي مع الأساتذة المتدربين إلى حين إنصافهم".

ودخل الأساتذة المتدربون في اعتصام استمر لساعات أمام البرلمان، وهي الخطوة التي تعتبرها التنسيقية الوطنية "إنذارية للحكومة حتى تتحمل عواقب ما ستؤول إليه الأمور في ظل سياسة الآذان الصماء تجاه مطالبها شعبية" وفق تعبير التنسيقية.