بعثت توقعات بعودة العلاقات بين
تركيا وإسرائيل بعد خلافات استمرت خمس سنوات، آمالا في تقدم سريع في محادثات لاستيراد
الغاز الطبيعي من
إسرائيل في صفقة قد تصل قيمتها إلى عدة مليارات من الدولارات.
وفي عام 2010، تصدعت العلاقات التي كانت قوية في السابق بين تركيا وإسرائيل عندما اعتلى كوماندوس إسرائيليون السفينة "مافي مرمرة" وقتلوا 10 نشطاء أتراك بينما كانت السفينة ضمن قافلة تحاول كسر الحصار البحري الإسرائيلي لقطاع غزة.
وكثفت تركيا التي تعتمد كثيرا على الاستيراد في سد احتياجاتها من الطاقة، جهودها لإيجاد مصادر جديدة للغاز الطبيعي في ظل تدهور العلاقات مع روسيا بعد إسقاط القوات التركية لطائرة حربية روسية كانت تشارك في قصف مواقع للمعارضة في شمال سوريا قرب الحدود التركية الشهر الماضي.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن اتفاقا لتطبيع العلاقات جاء بعد محادثات ثنائية رفيعة المستوى في سويسرا.
وقال مسؤولون أتراك إنه لم يتم بعد توقيع اتفاق نهائي، لكن في ظل ما تحقق من تقدم في قضايا رئيسية فإن التوصل لاتفاق لن يستغرق وقتا طويلا.
وقال مصدر تركي قريب من المحادثات لـ"رويترز" إنه حتى أثناء الخلافات لم يتم تعليق خطط لبناء خط أنابيب واستيراد الغاز الطبيعي من
حقل لوثيان الإسرائيلي الشاسع في شرق البحر المتوسط.
وقال المصدر: "حتى السلطات السياسية لم ترغب في تعليق المحادثات، كنا نعرف أنه ما إن يتم التغلب على الخلاف السياسي.. ستتحرك باقي العملية بسرعة."
ورحب المسؤولون الإسرائيليون إلى حد بعيد بالاتفاق على عودة العلاقات لكنهم قالوا إن إسرائيل يجب أن تتمسك بحق التحرك عندما يتعلق الأمر بأمنها وبالحد من نشاط بعض أعضاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المقيمين في تركيا.
وقال زئيف إلكين الوزير في الحكومة الإسرائيلية لراديو الجيش الإسرائيلي: "الاتفاق المتوقع.. الذي لم يتم وضع اللمسات النهائية عليه بعد.. يعطينا ... ما طالبنا به - تقييد شديد لنشاط حماس في تركيا."
وأضاف: "يجب ألا نتراجع، يجب ألا نتنازل، يجب أن نبقى حازمين بشأن مصالحنا."
وعلى الرغم من أن رفع الحصار عن غزة -وهو أحد الشروط الثلاثة التي وضعها الرئيس التركي طيب أردوغان لتطبيع العلاقات- أمر غير مرجح في ظل تشديد إسرائيل على أن هذه السياسة ضرورية لأمنها ضد المتشددين الإسلاميين إلا أن مسؤولا تركيا رفيعا قال إن تقدما أحرز في هذه القضية.
وأضاف المسؤول التركي: "هناك تقدم كبير فيما يتعلق بالحصار. نقترب من اتفاق نهائي في المحادثات مع إسرائيل. لا نعتقد أن ذلك سيستغرق وقتا طويلا."
وأصدرت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية التي نظمت القافلة إلى غزة في 2010 والتي اقتحمها الكوماندوس الإسرائيليون بيانا من 13 نقطة على "تويتر" قالت فيه إنها لا علم لها بأي اتفاق بين تركيا وإسرائيل.
وقالت: "نعتقد أن اتفاقا بين تركيا وإسرائيل سيكون ضد تركيا والشعب الفلسطيني وشعوب الشرق الأوسط"، وأضافت أنه لا تغيير في موقفها من حصار غزة والسفينة مافي مرمرة.
قيمة دبلوماسية
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن تطبيع العلاقات مع تركيا له أهمية كبيرة سواء لتطوير حقل لوثيان أو إعادة شركات الطاقة العالمية إلى إسرائيل للبحث عن حقول غاز جديدة.
وقال لراديو تل أبيب 102 "إف.إم": "أعتقد أن هناك فرصة جادة ومفيدة لتحسين وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، أعتقد أيضا أن هذا دليل على القيمة الدبلوماسية للغاز ومشروع الغاز."
وتتفاوض شركات إسرائيلية منذ وقت طويل مع شركات تركية على خط أنابيب لنقل الغاز من لوثيان.
وقفز سهم شركة "زورلو إنرجي" إحدى الشركات التي تملك أصولا في الطاقة في إسرائيل بنسبة تزيد على 10 في المئة الجمعة بدعم من التقارير عن العودة المتوقعة للعلاقات. وفي الساعة 14:26 بتوقيت جرينتش وصلت قيمة السهم إلى 1.48 ليرة بزيادة 17.46 في المئة.
وسوف يتكلف تطوير حقل لوثيان الذي تقدر احتياطياته بما يصل إلى 622 مليار متر مكعب ما لا يقل عن ستة مليارات دولار. ومن المستهدف أن يبدأ إنتاج الحقل في 2018-2020 - رغم أن هذا الجدول يبدو طموحا الآن- ويتيح مبيعات بمليارات الدولارات لمصر والأردن وربما تركيا وأوروبا.
وقالت المصادر التركية إن "زورلو إنرجي" واتحادات أخرى للشركات التركية تتفاوض مع إسرائيل على السعر والمسار المحتمل لخط الأنابيب وهيكل المشاركة وكيفية بيع الغاز.