بات مخيم
قلنديا للاجئين
الفلسطينيين إلى الشمال من مدينة
القدس المحتلة، بؤرة احتكاك يومية بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين وجنود
الاحتلال، مما يفسر السقوط الكبير لعشرة شهداء خلال شهرين فقط من أبنائه.
ويعتبر الفلسطينيون
الحاجز العسكري المسمى حاجز قلنديا، والذي يفصل الضفة الغربية عن مدينة القدس، مصيدة للمواطنين العابرين خلاله، من خلال عملية التصفية والإعدام الميداني، فضلا عن التنكيل والإذلال الذي يتعرضون له بشكل يومي، بحجج وبراهين يتذرع بها الاحتلال الإسرائيلي، وهي الإقدام على عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار، مع تشكيك فلسطيني في صحة هذه الروايات.
يعيش في هذا المخيم نحو 25 ألف نسمة هاجروا العام 1948 من 53 بلدة ومدينة فلسطينية، وينتظرون يوما ما العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.
ويعد حاجز قلنديا الذي حاولت سلطات الاحتلال قبل سنوات تكريسه كحدود فصل نهائية ما بين الضفة الغربية و مدينة القدس المحتلة، وتحديدا بعد العام 2002 وبدء بناء الجدار العنصري بين المدينة المحتلة لعزلها عن الضفة، نقطة معاناة وإذلال للفلسطينيين خاصة بعد اندلاع الهبة الجماهيرية منذ أكثر من شهرين.
وقال مسؤول اللجان الشعبية في مخيم قلنديا جمال لافي: "المخيم نقطة ساخنة ومتوترة طوال الوقت، كونه على مقربة من مناطق احتكاك مباشر مع الاحتلال، حيث يقوم جنود الاحتلال بتفتيش الأغراض وفحص بطاقة الهوية، واستعرض رقم بطاقة الهوية على قوائم معدة سلفا موجودة مع جنود الاحتلال".
وأضاف: "هذا الاحتكاك يولد غضبا مكبوتا لدى المواطنين قد ينفجر في أي لحظة وبصور مختلفة، فأحيانا يولد جدلا بين الجنود مع أحد الشباب، حيث تقف المركبات لأوقات طويلة بهدف إذلال وإهانة المواطنين".
وأضاف أن عشرة من أبناء المخيم سقطوا شهداء خلال الهبة الأخيرة بينهم فتاة إضافة إلى إصابة العشرات، كما تعرض المخيم لهدم منزل وتخريب محتويات العشرات أيضا.
ويشير نشطاء المخيم إلى أن هناك مواكبة تفصيلية لكل أحداث المخيم عبر مركز إعلامي يقع داخل المخيم يرصد كل الأحداث بالصورة والفيديو والنص ويفضح ممارسات الاحتلال خاصة تخريب محتويات المنازل وسرقة المحال التجارية.
من جهته، قال المحلل السياسي علاء الريماوي: "إن مخيم قلنديا مستهدف من قبل الاحتلال بشكل واضح خلال هبة القدس، خاصة أنه منطقة تفصل الضفة الغربية عن مدينة القدس، ويعطي امتدادات بحدود ما يعرف بالضفة الغربية، والتي تشق مدينة القدس عن حدود ما يعرف بمناطق الاحتلال عام 1967".
وأضاف الريماوي: "الأخطر أن المخيم والحاجز المجاور له امتداد طولي يبدأ من منطقة رام الله إلى منطقة غوش عصيون، وهذه المنطقة التي تحاول إسرائيل السيطرة عليها بشكل مطلق، ثم تحاول إخراج ما يعرف بالكتلة البشرية الأكبر في منطقة عناتا والعيزرية والرام وبيت حليمة".
وتابع الريماوي: "إسرائيل تتحكم بمدينة القدس من جهة قلنديا، والسيادة المطلقة لها، وبالتالي فإن من يسكنون بداخل المدينة هم سكان المدينة فقط، وما دون ذلك، وحتى حملة الهوية المقدسية خارج حدودها".
وأشار الريماوي إلى أن هناك ثلاثة حواجز أخرى غير حاجز قلنديا في المنطقة نفسها، بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري، والهدف من هذه الحواجز إخراج الكتلة البشرية الأكبر من مدينة القدس والتي باتت تعرف الآن بالنقطة "المقتولة"، والتي تحاول إسرائيل إبعاد المقدسين إليها من داخل مدينة القدس عبر التصيد.
وتابع الريماوي أن "الجديد الذي أخذه مخيم قلنديا في الفترة الأخيرة هو ما يعرف الآن بحاجز الموت، بمعنى أن قلنديا محيطة بحالة اشتباك في منطقة القدس، حيث إن مخيم قلنديا يقود هذه الأحداث، وتعد منطقة قلنديا بما فيها المخيم أحد أكبر النقاط اشتباكا، حيث وقع فيها أكثر من 42 حالة اشتباك خلال السنة الجارية.
وأضاف الريماوي: "هناك 700 نقطة عسكرية مقامة في الضفة الغربية، وإسرائيل تحاول من خلال هذه الحواجز فصل الضفة الغربية ومنع قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 من خلال تفكيك البنية الجغرافية والسيطرة على الضفة الغربية بشكل كامل".
ويصف الفلسطينيون معبر قلنديا بأنه بوابة للإذلال، ومصدر معاناة كبيرة للعمال والموظفين والمرضى الذين يتنقلون من القدس المحتلة وإليها.
ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية فقد ارتفعت حصيلة الشهداء منذ مطلع تشرين الأول/ أكتوبر إلى 129 شهيدا بينهم 10 شهداء ارتقو في مخيم قلنديا.