احتفاء شيعي بنائب عراقي دعا لإحباط التحالف الإسلامي بمهده

حصد البرلماني العراقي مشعان الجبوري آلاف التعليقات والإعجابات والمشاركات بعد ساعة واحدة من نشره دعوة للحكومة العراقية من أجل التحرك لإحباط التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه السعودية؛ في مهده، زاعما أنه يرمي إلى إقامة دولة سنية بديلة للتي أقامها تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

ودعا الجبوري الحكومة العراقية إلى أن تعي ما قال إنها مخاطر التحالف الجديد، وألا تتردد في الاستعانة بروسيا و"قيصرها" فلاديمير بوتين، مشددا على الإسراع قبل أن يتشكل التحالف لإحباط المؤامرة في مهدها، على حد وصفه.

ورأى البرلماني المدعوم من التحالف الشيعي الحاكم في العراق؛ أن التحالف الإسلامي "الذي أعلنته السعودية يهدف لإقامة دولة سنية بديلة عن التي أقامها تنظيم الدولة في أجزاء من سوريا والعراق بمسمى ومظهر جديد".

ونال بيان الجبوري استحسان آلاف الشيعة الذين تفاعلوا معه، حيث خاطب كرار العراقي زعماء السعودية بالقول: "سوف نهزمكم كما هزمناكم في بدر والنهروان والجمل؛ لأننا نحن أحفاد علي (ع)، وأنتم أحفاد هند"، بحسب تعبيره.

وفي تعليقه على بيان الجبوري، قال محمد المالكي إنه "بوجود الحشد المقدس الذي يقوده الحسين، فإن العراق سيكون مقبره لكل الخليج، ومن والاهم من بعض السياسيين الذين باعوا شرفهم وأرضهم"، وفق قوله.

من جانبه، رأى أحمد الشمري أن هذا "التحالف هو في ظاهره إسلامي عربي، ولكنه في الحقيقة أمريكي إسرائيلي، ويأتي رد فعل على انتصارات الحشد الشعبي، وظهور تحالف تقوده روسيا لنصرة الشعوب المظلومة"، وتحدث عن أن هذا التحالف ولد ميتا.

إلى ذلك، اعتبر أمجد الموسوي أن كلام البرلماني مشعان الجبوري يستحق أن يتم خطه بماء الذهب وهو شخصيا يستحق أن يوضع له تمثال في أكبر ميادين بغداد، كما قال، داعيا إياه إلى الاستمرار "بكشف خطط النواصب التكفيرين وفضح تآمرهم على أتباع أهل البيت"، بسحب تعبيره.

وفي المقابل، فإن العديد من المعلقين طالبوا الجبوري بالتوقف عن التلون وتملق الحكام، حيث ذكر إيهاب الشيخلي أن الجبوري "عمل سنوات طويلة مع نظام صدام، وانتقل بعدها للثناء وتمجيد تنظيم القاعدة والفصائل المسلحة، وتحول فيما بعد إلى تملق حاكم سوريا، واستقر أخيرا في خدمة التحالف الشيعي الحاكم في العراق"، وفق قوله.

ودعت الناشطة العراقية بيارق السوداني جميع متابعي مشعان الجبوري إلى مراجعة خطاباته ومقابلاته التلفزيونية التي كان يمتدح فيها تنظيم القاعدة ويشيد به في السابق، مبينة أنه حصل على عفو ومنصب برلماني من التحالف الشيعي الحاكم مقابل أن ينقل قدراته الخطابية من مدح القاعدة إلى مدح الأحزاب والمليشيات الشيعي، كما قالت.

وفي السياق، أشار نهاد البيضاني إلى أنه ليس هناك شخص في العراق مثل مشعان الجبوري يواجه اتهامات بالفساد والإرهاب، وجميعها موثقة بالأدلة والشهود، ولكنه تمت تبرئته بشكل كامل من أجل استخدامه كبرلماني سني متفرغ بالكامل لشتم السنة وامتداح المليشيات الشيعية، وفق تقديره.

واعتبر نهاد العلاف أن أبسط محاكمة للجبوري ستكون كفيلة بسجنه طول حياته أو إعدامه على خلفية الاتهامات الموجهة إليه، والأفعال التي تورط بها طيلة السنوات الماضية، لافتا إلى إن "هذا التاريخ المخزي تم محوه، وتحول بعدها الجبوري إلى بطل يناضل من أجل حقوق الشيعة ويهاجم كل شيء عداها".

وكانت السلطات القضائية قد أفرجت عن الجبوري بعد اعتقاله على خلفية اتهامه بقتل مجموعة من أبناء عشيرته في تسعينيات القرن الماضي، بينما تمت تبرئته لاحقا من تهم عديدة تتعلق بالفساد واستغلال السلطة أثناء عمله كبرلماني في الدورات الأولى لمجلس النواب عقب الغزو الأمريكي عام 2003. وسبق للبرلماني العراقي حيدر الملا أن اتهم الجبوري بالتورط مع المخابرات السورية في تفجير مبنى وزارة الخارجية العراقية في بغداد عام 2009، وهي الحادثة التي خلفت 96 قتيلا و564 جريحا.