البحيري والقمني مرشحا مصر لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام

في أحدث موقف يعكس موجة الإصلاح الديني الذي دعا إليه قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، رشحت لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر شخصيتين مثيرتين للجدل إحداهما متهمة بازدراء الأديان لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام.

فقد رشحت اللجنة كلا من إسلام البحيري وسيد القمني لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام في مجال الدراسات الإسلامية.

 البحيري "مزدر للأديان"

وكانت محكمة جنح مستأنف مصر القديمة بجنوب القاهرة قضت الاثنين 28 كانون الأول/ ديسمبر، بقبول الاستئناف المقدم من إسلام بحيري على حبسه خمس سنوات؛ لاتهامه بازدراء الأديان، وتخفيف الحكم لحبس عام.

وكان محمد عسران، أقام دعوى تحت رقم 6931 لسنة 2015، ضد إسلام إبراهيم بحيري هلال، اتهمه فيها بازدراء الأديان، واستند في دعواه إلى نصوص المواد 98 و160 و161 من قانون العقوبات.

وقد دفعت آراء البحيري الأزهر إلى التقدم ببلاغ للنائب العام ضد بحيري، اعتراضا على ما قال إنه "يبث أفكارا شاذة تمس ثوابت الدين، وتنال من تراث الأئمة والمجتهدين المتفق عليهم، وتسيء لعلماء الإسلام، وتعكر السلم الوطني، وتثير الفتن".

اقرأ أيضا حكم بالسجن عاما بحق إسلام البحيري بتهمة ازدراء الأديان

الأزهر يقاضي القمني 

كما أقام الأزهر دعوة قضائية ضد المفكر الموصوف بالعلماني سيد القمني يتهمه فيها بتعمد الإساءة لمؤسسة الأزهر وتشويه صورتها بالسب العلني.

وكان القمني قد أدلى بتصريحات حادة تجاه الأزهر وطالب الأمم المتحدة بإدارجه على قوائم المنظمات الإرهابية بسبب نشره الخطاب المتطرف وإقصاء الآخر، على حد قوله، مؤكدا بدء جمع التوقيعات على عريضة بهذا الشأن.

وأعلن أن عددا من المحامين المتضامنين معه سيرفعون دعوى ضد الأزهر في المحكمة الجنائية الدولية، وأنه سيساعدهم بتقديم الأدلة الكثيرة التي يمتلكها لإثبات "إرهاب الأزهر"، موضحا أن الأزهر يرى غير المسلمين وغير المنتمين للمذهب السني الحنبلي "الإرهابي" كفارا، وبالتالي فهو يصدر الإرهاب للعالم أجمع.

ووصف القمني، خلال استضافته على قناة "أون تي في"، الفتوحات الإسلامية للدول المختلفة، ومن بينها مصر، بأنها احتلال عربي واستيطان باسم الإسلام، ولم تكن بغرض نشر الإسلام، لأن الفاتحين عرضوا الإسلام أو الجزية أو القتل، وهو ما يدل على الاحتلال باسم الفتوحات الإسلامية، متسائلا: "هل هناك فساد أكثر من اغتصاب النساء في الدول التي تم احتلالها".

وأضاف أنه كان يعاني من حالة اكتئاب جعلته يلزم منزله منذ فترة، لكنه قرر الخروج من صمته؛ لأنه يرى مصر بتضيع وبتتحول إلى دولة دينية"، مؤكدا أنه سيهاجر إذا لم تصبح مصر دولة مدنية حقيقية، قائلا: "إما أن نكون دولة مدنية أو قولوا لنا لنهاجر إلى أي مكان آخر؛ لأني لا أستطيع أن أعيش في دولة دينية".

يأتي هجوم القمني على الأزهر بعد أيام قليلة من حبس الباحث إسلام بحيري لمدة سنة بسبب إساءته للدين الإسلامي، وفقا للدعوى القضائية التي أقامها عدد من المحامين ضده وتضامن معهم الأزهر.

وكان القمني قد حصل عام 2009 على جائزة الدولة التقديرية التي تمنحها الحكومة للمفكرين والأدباء والعلماء منذ عدة سنوات، باعتباره أحد المفكرين المعتدلين، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وقتئذ، وبعد ثورة يناير 2011 تم سحب الجائزة من القمني مرة أخرى بموجب حكم قضائي.

وقد أثار ترشيح البحيري والقمني حالة من التوتر والارتباك في جموع المثقفين.

اقرأ أيضا: الأزهر يقاضي مفكرا علمانيا طالب باعتباره "مؤسسة إرهابية"

فيما نقلت صحيفة التحرير المصرية عن وزير الثقافة، حلمي النمنم، قوله "إن لجنة القصة هي التي من حقها الإعلان عن حيثيات الترشيح، وأنا ماليش دعوة، فهي لجنة علمية وأدبية لا يحوز أدبيا التعليق عليها".

أما مقرر اللجنة يوسف القعيد، فقال إن اللجنة "استلمت جوابا يطلب منا ترشيح بعض الشخصيات للجائزة، والزملاء اقترحوا هذه الأسماء، وتم التصويت بالإجماع لهم، ومن حق أي شخص يعترض".
لكنه هاجم من يعترض على ذلك بقوله: "مش من حق حد يستجوبنا، والاستفسار عن أسباب ترشيح إسلام البحيري والقمني للجائزة سؤال مش عادي، ولا أجيب عليه".

أما القمني فقد رفض التعليق على ترشيحه وقال: "مش فاضي أعلق على هذه المسألة".

وجائزة الملك فيصل العالمية هي جائزة عالمية أنشأتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام 1397هـ، 1977م، وسميت باسم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وتمنح للعلماء الذين خدموا في مجالات: الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي والطب والعلوم.

ونال الجائزة العديد من العلماء والمفكرين الإسلاميين أمثال الشيخ أحمد ديدات والمفكر محمد قطب.