الأصوات العراقية الحرة ضد التغول الإيراني في العراق أصبحت أضعف من ذي قبل، والسبب أن إيران بسطت نفوذها على الكل، فهي تدير اللعبة السياسية ورموزُها -أو عملاؤها- يتصارعون عليها، أي على طهران لا على مصلحة العراق. أما من يرتفع صوته ضد التغول الإيراني فإن المليشيات المسلحة الطائفية تقف له بالمرصاد.
حتى إعلاميا، مازالت جرائم هذه المليشيات مخفية وبعيدة من الاهتمام الدولي الذي تستحقه، وكل من يمسها يصنف بالإرهاب الـ«داعشي»، لأن المسموح به في العراق هو الإرهابي الحشد- إيراني.
في العام 2007، أصدر تجمع للعشائر الشيعية في جنوب العراق بيانا يناشد الأمم المتحدة، ونقلته «رويترز» وقتها بالنص: «استنكر بيان صادر عن تجمع لعشائر شيعية بجنوب العراق التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي، ودعا الأمم المتحدة إلى إيفاد بعثة لدرس ما ارتكبه النظام الإيراني وأياديه في المحافظات الجنوبية من الجرائم طوال السنوات الأربع الماضية».
وجاء في البيان الصريح أن «أكثر الطعنات إيلاما وأكثر الخناجر تسمما، هي التي غرزها النظام الإيراني في خاصرتنا نحن الشيعة في العراق، عبر استغلال مذهب الشيعة وبشكل مخجل؛ لتحقيق نواياه الشريرة». والبيان، كما نوهت الوكالة، وقّعه «14 رجل دين و600 شيخ عشيرة و1250 حقوقيا ومحاميا و2200 طبيب ومهندس وأستاذ جامعي و25 امرأة»، انتهى.
هذه الأصوات العراقية الحرة استطاعت أن تعزل وتفرق بين التشيع مذهبا واستغلاله سياسيا من نظام طهران وعملائه في العراق، لكنها لاحقا وجدت نفسها بين مطرقة المليشيات الطائفية العملية بالاغتيالات والتهديد، وسندان السلطة التي تدار من طهران.
كثير من العراقيين الأحرار، حتى خارج العراق، يحذرون من المساس بتغول إيران في وطنهم، ومن أبسط الأمور تهديد حياتهم وحياة من تبقى من عائلاتهم في العراق والاستيلاء على ممتلكاتهم، وإيران لا تكتفي بذلك، بل تلاحق العراقيين حتى خارج العراق، مثل الإعلامية العراقية نرمين جعجع التي تحاكم في المملكة المتحدة بعد أن جندت السفارة الإيرانية هناك محامين، ورفعت قضية في المحاكم، تتهمها فيها بـ«تقويض النظام الإيراني»، هذا النظام الذي يعمل بكل ما يستطيع من قوة لتقويض الدول العربية وتهجير مواطنيها على مسمع وبصر «المجتمع الدولي».