في محاولة منه لمغازلة
الشباب المصري؛ أعلن الرئيس الانقلابي عبدالفتاح
السيسي في كلمة ألقاها قبل أسبوع، عام 2016 "عاما للشباب"، مؤكدا أن تعبير "تحيا مصر بشبابها" أصبح واقعا حقيقيا نعيش به ومن أجله، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات السيسي بالتزامن مع ازدحام
السجون المصرية بالشباب المطالب بتحقيق شعارات ثورة 25 يناير من جميع التيارات والحركات السياسية، ما دفع السلطات الانقلابية إلى افتتاح سجن ضخم جديد في الجيزة، وشن حملة اعتقالات بين صفوف الشباب مع اقتراب الذكرى الخامسة للثورة.
وقال المتحدث الرسمي باسم "تنسيقية طلاب مصر" حازم رضا، إن "السيسي منذ انقلابه؛ يقتل الشباب ويعتقلهم ويلاحقهم، فعن أي شباب يتحدث؟"، مضيفا: "بعد أيام من إعلانه عام 2016 عام الشباب؛ أصدر قرارا بإنشاء سجن في الجيزة لحبس من تبقى من الشباب".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "حكومة السيسي لا يوجد بها شباب، وبرلمانه لم ينجح فيه أحد من الشباب؛ إلا من كانوا على قوائم أمن الدولة، ورئيس لجنة الشباب في البرلمان رجل سبعيني"، مؤكدا أن "النظام يهاب الشباب؛ لأنهم بوصلة غضب الشعب، ووقوده الذي يحركه، ولذلك هو لا يريد له أي دور".
وتابع محذرا: "إن لم نستطع إنقاذ البلاد من براثن الانقلاب؛ فسيصل الشباب إلى مرحلة الانفجار السلبي، وسيُفتح باب المواجهة والصدام".
مجرد شعارات
من جهته؛ قال المتحدث الرسمي لحركة طلاب ضد الانقلاب، أحمد ناصف، إن "محاولات السيسي التقرب من الشباب، هي مجرد شعارات يستر بها عجزه وفشله في إقناع الشباب بقبول نظامه، وخصوصا بعد مقاطعتهم للانتخابات الهزلية".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "الشباب عازفون عن المشاركة في النظام؛ ليس فقط لأنه نظام قمعي مجرم، ولكن أيضا لأنه نظام فاشل، ليس لديه قدرة على قيادة وطن بحجم مصر".
وذهب إلى أن "حملات القمع التي يمارسها النظام لن تضمن بقاءه للأبد، فنحن على موعد مع ثورة عارمة يتم تغذيتها كل يوم بسياساته الحمقاء"، مؤكدا أن "السجون والمعتقلات لا تبني مستقبلا، ولا وطنا، ولن تحل مشكلة 90 مليون نسمة".
أما رئيس لجنة الشباب بالمجلس الثوري المصري، أحمد البقري؛ فقال إن "السيسي استهل العام الجديد بتصفية ستة شباب معارضين، واعتقال رموز ثورة يناير، وبناء سجن جديد، وهو مؤشر على عودة زوار الفجر، وارتكاب المزيد من الاعتقالات، والإخفاءات القسرية، والتصفيات الجسدية".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "تعيين رجل تجاوز السبعين رئيسا للجنة الشباب بالبرلمان؛ يؤكد حمق وغباء النظام بأسره، ناهيك عن أن السيسي مستعد كما قال للتضحية بجيل أو جيلين من أجل استمرار الدولة العسكرية، وهي رسالة واضحة بأن كل من خرج في ثورة يناير لن يكون له مستقبل".
ورأى أن أكبر دليل على معاداة النظام الانقلابي للشباب أنه "بعد خمس سنوات من الثورة؛ لم يتبق منها إلا ميدان التحرير المغلق"، مؤكدا أن "النظام إذا أراد معرفة الحقيقة؛ فليفتح الميدان، ولن يرى فيه غير الشباب".
إجرام النظام
من جهتها؛ قالت المتحدثة باسم حركة "صحفيون من أجل الإصلاح" فجر عاطف، إن "السيسي أجرم بحق الشباب مرتين، الأولى عندما انقلب على ثورتهم، وأطاح بأول رئيس مدني منتخب، إيذانا ببدء زمن الغفلة، والفرار من الوطن، وقتل الأمل في نفوس الشباب".. و"الثانية حين أفسد الاقتصاد الذي كان يمكنه أن يقضي على البطالة، فارتفعت في عهده نسبتها، وزادت نسب العنوسة، والهجرة، والانتحار، وأُغلق الباب أمام الكفاءات، وفُتح أمام المحسوبيات".
وأضافت لـ"
عربي21" أن "علاقة الانقلاب بالشباب تظهر جلية في رفضه أي ممارسة ديمقراطية لهم، وتدشين المزيد من السجون، وركض شرطته خلفهم بكلابه في الشوارع، في عودة أشد ضراوة لسياسات القهر والكبت والظلم".
بدوره؛ حذر المحلل السياسي محمد الخطيب، من المضي قدما "في سياستي الإقصاء والتدجين للشباب"، مؤكدا أن "عدم إيجاد أي مشروع حقيقي لاحتوائهم سيزيد من متاعب هذا الوطن".
وأضاف لـ"
عربي21" أنه "بحسب بعض الإحصائيات؛ فإن معظم السجناء الذين يربو عددهم على 50 ألفا هم من الشباب، وهناك ما هو أخطر من ذلك، وهو وجود أطفال في سن الصبا مطاردين ومطلوبين للنظام بشدة".
ولفت إلى أن "تحول الكثير من الشباب من صفوف التفوق والتعلم؛ إلى الزنازين، وغرف التعذيب؛ لن يفرز إلا جيلا مدمرا"، متسائلا: "لمصلحة من يتم قهر الشباب وتغييبهم عن الواقع؟".