رأى محللون
فلسطينيون أن تركيز الاحتلال
الإسرائيلي على الحديث عن تطوير حركة
حماس لقدراتها العسكرية، وهو ما اعتبرته الحركة حقا لها، يأتي لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي لإمكانية حدوث حرب محدودة، ولكن ربما ليست قريبة، في
غزة، غير أن نتائج مثل هذه الحرب لن تختلف عن سابقتها.
الذخيرة الحية
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد قالت في تقرير لها نشر الشهر الجاري، إن "حركة حماس نجحت بتحسين قدراتها القتالية وإعادة شبكة الأنفاق التي تضررت في الحرب الأخيرة"، مضيفة أن عدد الأنفاق التي يتم حفرها من قطاع غزة باتجاه أراضي عام 1948 هو ذاته الذي كان قبل حرب 2014.
واعتبرت الصحيفة أن إعلان "كتائب القسام" عن فقدانها العديد من أفرادها خلال عملهم داخل الأنفاق، ليس له دلالة سوى أن الكتائب "تستبق الزمن لإعادة مشروع الأنفاق إلى سابق عهده"، وفق قوله الصحيفة.
"حق لنا"
من جانبه، شدد القيادي وعضو المكتب السياسي في حركة حماس، زياد الظاظا، على أن تطوير حركته لقدراتها العسكرية هو "حق لنا، ولا يستطيع أن ينازعنا فيه أحد"، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية "تسلح الاحتلال الإسرائيلي، الذي يقوم حاليا بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية على كل الحدود الفلسطينية، من أجل مجابهة كل القوى في المنطقة"، بحسب تعبيره.
وقال لـ"عربي21" إن حماس، عبر جناحها العسكري، تطور من قدراتها المختلفة لـ"صد أي عدوان صهيوني، ووقف إرهاب الاحتلال المستمر بحق الشعب الفلسطيني"، مضيفا: "من حقنا حماية الكل الفلسطيني من الكيان الصهيوني المجرم، الذي يحظى للأسف بدعم من أمريكا وبعض القوى المحلية والإقليمية".
وبيّن أن حماس ،بعد ثلاثة حروب شنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أصبحت "أقوى وتمتلك القدرة على أن تحافظ على كل مكونات الشعب الفلسطيني"، مضيفا في رسالته للاحتلال: "ارحل، فليس لك إلا أن تترك أرضنا ومقدساتنا"، وفق تعبيره.
حرب محدودة
وفي هذا السياق، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، إنه "كان مفاجئا أن تتحدث الآلة الدعائية لدى الاحتلال الإسرائيلي في الأيام والأسابيع الأخيرة، وبوتيرة متزامنة، عن تحضيرات حركة حماس للحرب القادمة، وترميم الأنفاق وتطوير قدراتها الصاروخية"؛ مرجحا أن يكون هناك "توجيه من جهات سياسية وأمنية وعسكرية إسرائيلية، بضرورة الحديث في هذا الموضوع"، وفق تقديره.
وأوضح لـ"عربي21"، أنه "ليس بالضرورة أن يكون هذا الحديث هو مقدمة لحرب جديدة"، معبرا عن اعتقاده بأن "المنظومة الإعلامية الإسرائيلية الموجهة من قبل الجهات الرسمية، بحاجة إلى تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لإمكانية حدوث مواجهة عسكرية محدودة ومفتوحة مع حركة حماس، ولكن ليس بالضرورة أن تكون قريبة".
العدو المركزي
وأكد أبو عامر أن سعي الاحتلال إلى "تضخيم" قدرات حماس العسكرية، يأتي كـ"محاولة للفت أنظار الجمهور الإسرائيلي لهذه المسألة المهمة"، في حين لم يستبعد أبو عامر أن "يهرب نتنياهو إلى الأمام ويفتعل مواجهة عسكرية أو حرب محدودة مع قطاع غزة، إذا ما قدر أن حكومته الحالية الضيقة ستفشل في وقف الانتفاضة التي تجري أحداثها الآن في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، أو أن تنتقل إلى مستويات مسلحة أخرى".
أما المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، فيرى أن "العدو المركزي" لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في الوقت الحالي، هي "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعمودها الفقري حماس"، مؤكدا أن الاحتلال ينظر إلى قطاع غزة بأنه "مسألة مستعصية عليه"، بحسب قوله.
وأوضح لـ"عربي21" أن تركيز الاحتلال على الحديث عن قدرات حماس العسكرية، يمكن رؤيته من زاويتين، الأولى هي أن "الاحتلال يراقب ما تقوم به حماس في قطاع غزة، من خلال تحصنها واستفادتها من تجاربها السابقة، وهو ما يشير إلى أن أي مواجهة جديدة مع الاحتلال لن تختلف نتائجها عن الحروب السابقة، والنتيجة: لا حرب".
أما الزاوية الثانية، حسب جعارة، فهي أن الاحتلال "يتوقع أن تهاجمه حماس، وهنا لا بد للاحتلال من الدخول في حرب رابعة مع المقاومة الفلسطينية في غزة"، لافتا إلى أن الاحتلال خلال تلك الحرب "سيأخذ بتوصية الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرز التي قال فيها: لا ترسلوا أولادنا إلى الجحيم، وبالتالي لن تكون المعركة برية بأي شكل من الأشكال"، وفق تقديره.