اتهمت قيادات في قوات
الحشد الشعبي طيران
التحالف الدولي بـ"إحباط" عملية اقتحام "ناجحة" لمدينة
الفلوجة، بالاتفاق مع وزير الدفاع
العراقي الذي يسعى لـ"تحييد" دور الحشد الشعبي في "تحرير المدن السُنيّة من
تنظيم الدولة"، وتحدثت المصادر عن قصف التحالف للقوات العراقية أكثر من مرة، دون أن يتسنى لـ"عربي21" من التحقق من هذه المعلومات من مصادر أخرى.
وقال أحد قيادات الحشد الشعبي في محيط الفلوجة، إنّ طيران التحالف الدولي "قصف قوات الحشد الشعبي مرتين في أثناء تقدمها مطلع الأسبوع الأخير من كانون الثاني/ يناير لاقتحام مدينة الفلوجة"، حسب قوله خلال اتصال مع "عربي21".
وأضاف أنّ "التحالف الدولي يتعمد استهداف الحشد الشعبي لمنعه من التقدم نحو الفلوجة"، نافيا أنْ يكون هذا "دعم مباشر لتنظيم الدولة"، لكنّها "سياسة خاصة بالتحالف الدولي تتعارض مع تحقيق الحشد الشعبي نجاحات عسكرية"، بحسب تعبيره.
من جهةٍ ثانية، وجه المصدر انتقادات حادة لقوات الجيش العراقي التي "لا تمتلك ما يكفي من القوات لاستمرار حصار المدينة التي تفتقر إلى الصحوات العشائرية، ومقاتلي العشائر الذين دربتهم الولايات المتحدة، كما حصل في معارك تحرير الرمادي"، وقال إنّ "الحشد الشعبي يتحمل العبء الأكبر في استمرار حصار الفلوجة لقطع طرق إمدادات التنظيم الإرهابي"، وفق قوله.
وكشف القائد في الحشد الشعبي، الذي قال إنه يتحدث من الخطوط الأمامية في القاطع الجنوبي للفلوجة، عما أسماها "خلافات عميقة بين قيادات الجيش العراقي وقيادات الحشد التي تُصرّ على تولي قيادة عمليات الفلوجة لضمان نجاح معركة تحريرها".
وأضاف أنّ قيادات الجيش ترفض ذلك لاعتقادها "بعدم مقبولية الحشد الشعبي من أبناء الفلوجة"، وهو تأخير "مقصود" لا علاقة له بما "يُرضي أبناء المدينة أو لا يرضيهم"، متهما ما أسماها "قيادات سُنيّة معروفة" بإشاعة رأي عام للقبول بـ"حل سياسي عن طريق التفاوض مع تنظيم الدولة"، بحسب رأيه.
ووفق القيادي في المليشيات، تتوزع فصائل الحشد على أهم خطوط المواجهة حول مدينة الفلوجة، وبالأخص "منطقة الهياكل والنعيمية على المحور الجنوبي، ومناطق الكرمة على المحور الشمالي".
وتحدث عن بعض هجمات تنظيم الدولة على منطقة المعهد الفني في ناحية الصقلاوية القريبة من مركز مدينة الفلوجة قبل عدة أيام، وقال: "إنّ فصائل الحشد الشعبي التي تعرضت للهجوم لم تتلقَ مؤازرة من قوات الجيش رغم النداءات التي وجهها قادة الحشد، كما أنّ طيران التحالف أيضا لم يقدم أيّ دعم جوي، الأمر الذي أدى لوقوع خسائر في صفوف مقاتلي الحشد".
ويسعى الجيش العراقي إلى "عدم القتال في منطقة واحدة إلى جانب قوات الحشد الشعبي"، تنفيذا لمخطط يهدف إلى "تغييب دور الحشد الشعبي وعزله"، بحسب القائد في مليشيات الحشد الشعبي الذي اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بـ"العجز" عن مواجهة مثل هذا المخطط، لكنّ هذا "لا يثنينا عن مهمتنا في تحرير كافة المناطق من أيدي التكفيريين، طالما أنّنا نحظى بتأييد ودعم كامل من قبل المرجعية الدينية وعموم الشعب العراقي"، بحسب تعبيره.
وكشف المصدر عن "اتفاق فصائل الحشد الشعبي في محيط الفلوجة لإطلاق عملية عسكرية كبرى خلال الفترة المقبلة، بصرف النظر عن مشاركة قوات الجيش أو عدم مشاركتها".
وأضاف: "هناك "تنسيق عالي المستوى مع قيادات العشائر في عامرية الفلوجة، للزج بمقاتليهم تحت قيادة الحشد الشعبي في إطار اتفاق موسع، يشمل الدعم المتبادل لمواجهة تنظيم الدولة"، بحسب قوله لـ"عربي21".