أكد مختصون في الشأن
الفلسطيني بالأراضي المحتلة عام 1948، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، يقود
حملة تحريض ممنهج ضد المواطنين العرب، تمهيدا لطردهم من بلادهم.
وتمثلت هذه الحملة في محاولة سن العديد من القوانين، كقانوني "التفتيش الجسدي" و"الولاء لإسرائيل" الخاص بالمؤسسات الثقافية العربية، واعتبار نتنياهو صوت الأذان مزعجا ومخالفا لما يسمى "قانون الضوضاء"، ومطالبته بتطبيق قوانين البناء على البلدات العربية.
وبالإضافة إلى ما سبق؛ فقد شن نتنياهو حملة ملاحقات ضد
النواب العرب في
الكنيست الإسرائيلي، توجت أمس الأحد بالحكم على النائبة حنين زعبي بالسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ، وسعى إلى تقديم شكوى ضد ثلاثة نواب عرب، لزيارتهم عائلات منفذي عمليات قتل فيها إسرائيليون، وهم النواب: جمال زحالقة، وحنين زعبي، وباسل غطاس.
وأكد رئيس القائمة العربية المشتركة في الكنيست، أيمن عودة، أن نتنياهو "يقود حملة تحريض ضد المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل"، مشيرا إلى أن هذه الحملة "بدأت يوم إجراء الانتخابات الأخيرة؛ حين أخاف الإسرائيليين من ذهابنا إلى صناديق الاقتراع".
وأوضح لـ"
عربي21" أن "العنصرية البنيوية التي يتصف بها نتنياهو شخصيا وحزب الليكود الذي يتزعمه؛ هي التي تقود هذا التحريض المنهجي ضدنا"، لافتا إلى أن نتنياهو نادى بضرورة أن تكون الأغلبية في الدولة لليهود وليس للمواطنين (من ضمنهم العرب المسلمون والمسيحيون).
القائمة العربية
وبين عودة أن هدف نتنياهو من التحريض؛ هو "
نزع الشرعية عن المواطنين الفلسطينيين وشيطنتهم، كي لا يكونوا مؤثرين"، مشيرا إلى أن "هذا السلوك التحريضي؛ تمثل جليا في إخراج الحركة الإسلامية عن القانون".
وحول مواجهة هذه الحملة من قبل القائمة العربية في "الكنيست"؛ فقد قال عودة إن النواب العرب "يعتمدون على استراتيجيتين في مواجهة مخططات اليمين الإسرائيلي؛ الأولى تمثلت في تحقيق صوت واحد من خلال القائمة، حيث نسعى إلى تعزيز ذلك من خلال توحد شعبنا خلفها، والثانية تتمثل في بناء شراكات ومد جسور مع قوى عاقلة في الشارع اليهودي".
وأضاف: "نحن معنيون بأن نخوض هذه المعركة كجزء من معركتنا من أجل حقوقنا والحفاظ على الديمقراطية، وهذا لا يتم إلا عبر بناء قنوات مع قوى يهودية عاقلة في مواجهة العقلية الصهيونية المعادية لشعبنا".
عزل مناطق عربية
من جانبه؛ قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، إبراهيم أبو جابر، إن الفترة الأخيرة شهدت "ارتفاعا في منسوب العنصرية الإسرائيلية، تمثل في تصريحات شخصيات رسمية، وطرح مشاريع لقوانين عنصرية".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "هناك تزايدا في موجة هدم البيوت العربية، وبالذات في منطقة المثلث"، لافتا إلى أن هناك "سياسة ممنهجة ضد العرب، قد لا يتبناها نتنياهو علنيا، ولكن سكوته عنها يدل على أنه يتبناها بشكل غير مباشر".
وأكد أبو جابر الذي يقيم في الداخل المحتل، أن نتنياهو ومن خلفه "يسعون لطردنا من بلادنا وأرضنا"، محذرا من مخطط إسرائيلي "لعزل مناطق عربية كاملة في المثلث، وضمها للضفة الغربية؛ إما من خلال تهجير أهلها، أو القيام بعملية تبادل أراض مع السلطة الفلسطينية، وبذلك يتم التخلص من 300 ألف مواطن فلسطيني يحملون
الهوية الإسرائيلية".
وأضاف: "يسعى الاحتلال أيضا لدفع فلسطينيي الداخل إلى الهجرة خارج البلاد"، مشددا على أهمية مواجهة مخططات الاحتلال "بالطرق الشرعية والقانونية؛ من خلال التظاهر والاحتجاج والتفعيل الإعلامي، وتفعيل النواب العرب لهذا الموضوع داخل الكنيست الإسرائيلي".