اتهمت الصحفية
المصرية الموالية لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، نشوى الحوفي،
الشعب المصري بالفساد، فيما اتهمه الكاتب عماد الدين أديب بأنه مريض، ويحتاج إلى إعادة تأهيله نفسيا، أما الصحفي محمد أمين، فأبدى تعاطفه الشديد مع السيسي قائلا: "صعبان عليّ السيسي".
جاء ذلك في ثلاث مقالات نشرتها صحيفتا "الوطن"، و"المصري اليوم"، لكل من الكتاب الثلاثة، الذين يصنفون باعتبارهم "أذرعا إعلامية للسيسي"، ورأى فيها مراقبون نظرة استعلائية، من كتاب معروفين بمواقفهم المؤيدة للسيسي، دون أن يضبط أي منهم متلبسا بمواجهة السيسي بأخطائه، وانعدام كفاءته.
وأبدى المراقبون دهشتهم من أنه بدلا من مواجهة هؤلاء الكتاب للحكومة بفسادها يشيع كتاب السيسي، وصحفيوه، وأذرعه الإعلامية، قدرا كبيرا من التحامل على الشعب المصري، ما يعد إفلاسا في مواجهة مشكلات المصريين، معتبرين الأوصاف التي أطلقوها على الشعب المصري هي من قبيل السب والقذف والتعميم الجائر والإهانة الظالمة، بحق جميع المصريين.
تحيا مصر رغم فساد شعب مصر (!)
هكذا كتبت الصحفية "نشوى الحوفي"، المعروفة بأنها أحد الأذرع الإعلامية الأنثوية للسيسي، موجهة إهانة بالغة للشعب المصري، في وقت دافعت فيه عن الحكام والمسؤولين، ولم تتطرق ببنت شفة إلى انتقاد السيسي، ولو سهوا (!)
وبكل جرأة، خاطبت الحوفي الشعب المصري بقولها: "أكملوا مسيرتكم يا شعب مصر ضد مصر، لا تستمعوا لصوت عقل، ولا أنّات ضمير، ولا حديث منطق. فالعيش في العبث والفوضى والضلال ألذ ألذ ألذ. عيش سهل بلا مسؤوليات، ولا واجبات يجعلكم جميعا أبرياء بينما تتناوبون البحث عن الجاني المجهول".
وفي ثنايا مقالها، خاطبت الشعب المصري بالقول: "استمروا في الشكوى على المقاهي، وأمام الشاشات الفارغة، وعودوا لمنازلكم، وأكملوا حياتكم دون أي إنجاز في الحياة. علقوا فشلكم وفسادكم وخيبتكم على الحكومة والمجتمع والبلد والظروف، واختلقوا المبررات حتى لو رفضها المنطق والضمير والدين. العنوا الفساد المُمارَس ضدكم ثم مارسوه على غيركم، ولا تنسوا تذييل فعل الفساد بعبارة "ارحمنا يا رب".
وأضافت متهكمة: "واصلوا النفخ في الكير، وأحرقوا بلادكم بأيديكم، وتذكروا ما تفعلون فعليه ستُسألون.. أكملوا ضلالكم والعنوا فساد الشرطة وأسقطوها وادّعوا بناءها من جديد، ثم أكملوا المسيرة واقضوا على جيشكم بأيديكم، لا تنتظروا "بريمر" الأمريكي ليُسرّحه كما فعل في العراق".
وتابعت: "أنكروا حاجتنا لإصلاح وتطوير منظومة الأمن وأكملوا بعنادكم فما أحلى الحياة بعناد. ألقوا تهم الفساد والإفساد على غيركم بالسبابة وتجاهلوا الأصابع الثلاثة التي تشير لكم. نادوا بالثورة وتجديدها وادّعوا استمرارها، وأسقطوا كل نظام، وأي نظام، فما أحلى الفوضى والعبث والعشوائية والجدال والانقسام وادعاء الدفاع عن المصالح".
ودافعت عن الحكام والمسؤولين قائلة: "انسبوا المواطنة للبعض القادر على مهاجمة البعض الآخر، وانزعوها عمن بيده القرار، ومن يدير الوطن، وكأن المسؤول ليس مواطنا. واقصروا الفساد على المسؤولين، وكأن الفساد لا يعرف صغار الموظفين".
واختتمت مقالها بالقول: "قد تنزعجون من حديثي، وتغضبون من كلماتي، ولكن دعوني أرددها عليكم، وإن كرهتم الحقيقة: تحيا مصر رغم فسادكم".
هل نحن مرضى؟
وتحت هذا العنوان تساءل عماد الدين أديب، متهما الشعب المصري بأنه "شعب ضعيف الإنتاجية، شديد الرغبة الاستهلاكية.. شعب يريد، ولكن لا يفعل ما يجب كي يحقق ما يريد".
وأضاف: "نحن نعشق الشكوى والأنين من صعوبات الحياة، ولكن لا نقدم تصورات أو رؤى مبدعة لمواجهة تحديات الحياة، ونحن أيضا من أكثر شعوب الدنيا التي لا تعترف بمسؤوليتها عن الأخطاء والخطايا".
وتابع: "نحن ننفق 140 مليار جنيه سنويا على المزاج، أي السجائر، الشاي، القهوة، الشيشة، المعسل، السكر.. وننفق قرابة 97 مليار جنيه على أنواع المخدرات المختلفة بدءا من الحشيش إلى الهروين وصولا إلى حبوب "الترامادول".
واستطرد: "باختصار، نحن نستهلك، ولا ننتج، وننتقد ونشكو، ولا نقدم حلولا، في مناخ من الغياب العقلي الذي يكاد يصل إلى الغيبوبة.. نحن في وطن يقال عنه إن فيه أكثر من مليوني مكتئب بشكل رسمي تحت العلاج. وما خفي من حالات الاكتئاب كان أغلب وأعظم".
وأردف أديب: "هذه الحالة التي نحياها تجعل هذا الشعب غير قابل لمواجهة حقائق الحياة بعقل مفتوح وفكر مبدع ونفسية متزنة.. كل الحلول تصطدم بحالة رفض الحل، وكل الأفكار الإبداعية تتكسر على صخرة اليأس من النجاح في قهر الفشل".
وزاد: "إننا باختصار في مواجهة مجتمع يحتاج إلى إعادة تأهيل نفسي، قبل إعادة هيكلة إدارية.. سوف تفشل كل الخطط والأحلام طالما أننا نتعامل مع حالات مليونية من الشك المرضي، والاكتئاب الجماعي، والتفكير العبثي العدمي".
صعبان عليّا يا سيسي!
هكذا قال محمد أمين، بصحيفة "المصري اليوم"، مضيفا: "رسميا، الدولة في شرم الشيخ.. الرئيس ورئيس الوزراء، وعدد كبير من الوزراء المختصين.. شعبيا، الناس في متاهة دولة أمناء الشرطة.. صراحة، السيسي صعبان عليّا جدا.. هذا الموقف يستحق الشفقة فعلا، ولا يدخل في باب النفاق أبدا.. القضية الآن قضية وطن يتعرض للخطر.. للأسف ممن ينبغي أن يحفظوا استقرار الوطن، فإذا هم يهددون الاستقرار، ويضربون دولة الرئيس المنتخب".
وأضاف: "كان من المنطقي أن تتجه أنظارنا إلى شرم الشيخ، حيث جاءت أفريقيا باستثماراتها وسوقها الكبيرة.. للأسف هناك شيء غطى على مؤتمر الكوميسا، إنه حادث حصار مديرية أمن القاهرة بسبب مقتل سائق الدرب الأحمر، خاصة لأن مؤسسة الرئاسة تحركت بكل قوة لمواجهة الخطر القادم من الداخل.. لهذا السبب "أشفق" على الرئيس".
واستدرك: "لا أشفق عليه مجاملة له أبدا، وإنما من باب الخوف أن تذهب جهوده سُدى.. مصر تحتاج إلى جهد السيسي.. مصر في وضع يجعلنا نقف خلف كل من يعمل".
واستطرد: "المشكلة ليست في حادثة الدرب الأحمر، ومقتل سائق بريء.. المشكلة في "التراكم" الذي حدث.. كل يوم مصيبة.. من هنا استشعرت الرئاسة الخطر، وتحركت بكل حسم وحزم.. معناه أن الرئاسة لا تنام.. ومعناه أن الرئاسة لا تنتظر التقارير والمكاتبات.. العكس هو الصحيح.. وربما كان تحرك الرئاسة هو السبب في امتصاص طاقة الغضب، وبالتالي منعت عبث أصحاب الهوى من الصيد في الماء العكر".
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "دولة الأمناء أفسدت الفرح، وضربت كرسيا في الكلوب.. فلم تتجه أنظارنا إلى شرم الشيخ، حيث الاستثمار من أجل المستقبل.. وإنما كنا جميعا نتحسس الخطر.. من أول الرئيس حتى آخر مواطن يهمه أمر الوطن.. لهذا السبب شعرت بأنني مُشفق على السيسي.. مأساة أن يكون كل شيء فوق رأس الرئيس"، على حد تعبيره.