نشرت وسائل إعلام
إيرانية مقربة من التيار المحافظ والحرس الثوري الإيراني فتوى نُسبت إلى مفتي المملكة العربية
السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، يدعو من خلالها الناخبين في إيران إلى عدم التصويت للمراجع المقربين من المرشد الإيراني
خامنئي في انتخابات مجلس خبراء القيادة والبرلمان.
ولا يُعرف كيف تم تأليف القصة التي لا أساس لها من الصحة، حيث نفت مصادر سعودية عديدة راجعتها "
عربي21" وجود فتوى من هذا النوع.
وقالت صحيفة كيهان المملوكة لخامنئي بأن آل الشيخ دعا الإيرانيين إلى عدم انتخاب جنتي ومصباح يزدي ومحمد يزدي لمجلس خبراء القيادة في الانتخابات التي تجري اليوم الجمعة.
وأضافت كيهان أن عبدالعزيز آل الشيخ وصف المراجع المقربين من المرشد الإيراني، الذين يشاركون في انتخابات مجلس خبراء القيادة، بأنهم من غلاة مراجع الشيعة المتطرفين؛ ولذا يجب أن تعمل السعودية على عدم وصولهم لمجلس خبراء القيادة، وفقا لصحيفة كيهان.
وأوضحت كيهان بأن آل الشيخ يصف الإيرانيين بالمجوس، والشيعة بالملحدين، ويطالب بمواجهة الشيعة وعقائدهم من داخل إيران .
واعتبرت كيهان أن آل الشيخ يتخوف من تكرار التجربة الإيرانية في الدول العربية ذات الأغلبية الشيعية، ومن حقيقة أن النظام الإيراني متماسك؛ بسبب وجود نظرية ولاية الفقيه في البلاد، ما يجعل من الممكن تكرار التجربة في بعض الدول العربية، بحيث تقوم بتشكيل مجلس لخبراء القيادة، لتعيين مرشد ديني يحكمها بدلا من النظام الرئاسي القائم حاليا، وضربت على ذلك مثالا العراق.
يُذكر أن الإعلام الرسمي الإيراني ووسائل الإعلام الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني وصفت رفسنجاني وروحاني والمراجع المقربين لهم بالتيار البريطاني أو مراجع بريطانيا في إيران؛ بسبب دعم قناة بي بي سي الفارسية لحملة الإصلاحيين في
الانتخابات الإيرانية.
وذهب مراقبون للشأن الإيراني بأن تأليف القصة يهدف إلى دعم حظوظ المحافظين في الانتخابات، بتصوير خصومهم بأنهم أقرب للسعودية، التي جرى التحريض عليها بشكل هستيري في الإعلام الإيراني خلال عام مضى، وبخاصة بعد عملية عاصفة الحزم في اليمن.
ورد الزعيم الإيراني رفسنجاني على هجوم وسائل الإعلام الإيرانية التي تصفه بأنه مرشح الإنجليز في مجلس خبراء القيادة الإيراني، قائلا: الاتهامات التي توجه لنا خلال الحملة الانتخابية لا يدرك مطلقو هذه الشائعات بأنها سوف تكرس واقعا عدائيا تجاه السلطة بين الشعب الإيراني، ويصبح الشعب الإيراني منقسما على نفسه؛ بسبب هذه الفتنة التي تروج لها جهات نافذة وجاهلة بالسياسة، غير المهتمة بمصلحة العموم، على حد تعبيره.
ويقول المراقبين للانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة في إيران بأن زج مفتي السعودية في الانتخابات الإيرانية على أنه ضد انتخاب المحافظين في الانتخابات الإيرانية خطة أعد لها بشكل كبير من قبل التيار المحافظ؛ لكسب أصوات الناخبين الإيرانيين؛ بسبب الصراع السعودي - الإيراني القائم حاليا."
ويحاول التيار المحافظ الإيراني أن يروج لنفسه ولمرشحي هذا التيار إعلاميا بأنهم محاربون من قبل السعودية ومفتي السعودية آل الشيخ؛ لاستعطاف الشارع الإيراني وكسب آرائهم في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة، التي تقام اليوم الجمعة ."