هل تراجعت تونس عن قرار الجامعة العربية حول حزب الله؟ (فيديو)

قالت وزارة الخارجية التونسية إن الإعلان الصادر عن أحد مؤسسات العمل العربي المشترك التابع لجامعة الدول العربية، في إشارة إلى مجلس وزراء الداخلية العرب، "ليس فيه تصنيف لحزب الله كتنظيم إرهابي وهو بيان وليس قرارا ذا صبغة إلزامية".

وتابعت الخارجية التونسية في بيان لها، الجمعة، إن موقف تونس، دولة المقر لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي انعقد بتونس يومي 2 و3 آذار/ مارس الجاري، وأصدر بيانا يصنف حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، "يأتي انطلاقا من حرصها على العمل العربي المشترك والموقف الجماعي الذي اعتمده المجلس".

وأشارت إلى أن "انخراط تونس في هذا التوجه الجماعي لا يحجب الدور المهم الذي أداه حزب الله في تحرير جزء من الأراضي اللبنانية المحتلة، ومواقفه الداعمة لنصرة القضية الفلسطينية"، وفق نص البيان.

ليس موقف تونس

وشددت على ضرورة أن تتجنب هذه الحركة كل ما من شأنه أن يهدد استقرار دول المنطقة وأمنها الداخلي، لافتة إلى "وفائها لأحد ثوابت سياستها الخارجية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".

وكان وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، قال  في حوار له على قناة "الحوار التونسي"، مساء الخميس، إنّ "اعتبار حزب الله اللبناني تنظيما إرهابيا ليس موقف تونس"، مؤكّدا أنّ هذا القرار لا يمكن أن يصدر إلّا عن الرئيس الباجي قايد السبسي بتنسيق مع رئيس الحكومة، فيما تتولّى الخارجية نشره إما عن طريق بيان أو بتصريح من الوزير المختص.

لا عداوة مع نصر الله

ونفى الجهيناوي، في الحوار نفسه، الذي نقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء، تصنيف حزب الله كتنظيم إرهابي، مستدركا بقوله: "صدر بيان فيه العديد من البنود، أدان فيه مجلس وزراء الداخلية العرب الإرهاب وداعش وما يقوم به حزب الله من أعمال إرهابية في بعض الدول".

وانتقد الجهيناوي ما اعتبره "تضخيم للمواقف من قبل عديد الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بخصوص هذه المسألة"، معتبرا أن ما تم تداوله "هو موقف وزراء الداخلية العرب المجتمعين في مقر مجلسهم بتونس، وهو إدارة وهيئة فنية وبالتالي، فإن اجتماعاتهم تخصص عادة لبحث قضايا فنية".

وقال الجهيناوي "لسنا في عداوة مع حسن نصر الله، وعلاقات تونس مع لبنان وإيران متطورة ومتميزة، كما هو الحال مع العديد من دول الخليج الأخرى وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي هي دولة لها وزنها وتونس تتعامل معها لمصلحة البلدين وبالأساس لمصلحة تونس".

السبسي مستاء

وأضاف وزير الخارجية التونسي أن إيران، التي وصفها بـ"الدولة القريبة جدا من حزب الله"، لم تذكر تونس لدى تعليقها على هذه المسألة وكذلك حزب الله، مبرزا أن الطرف الوحيد الذي انتقد موقف تونس هم التونسيون "وهو ما لم يحدث في أي بلد عربي آخر"، وفق تعبيره.

وخلص الجهيناوي إلى القول "تصوروا لو تحفظت تونس وكانت الدولة الوحيدة التي تحفظت، ماذا سيحدث، وكيف ستكون ردة فعل الشعب التونسي؟"، لافتا إلى أنه "لو تحفظت تونس لغادرت 20 دولة على الأقل تونس وهي غاضبة".

وفي سياق متصل، قال موقع صحيفة الشروق التونسية في خبر عاجل، إن الرئيس قائد السبسي رفض تصنيف "حزب الله" اللبناني كتنظيم إرهابي، مضيفا أنّ الأخير أبدى استياءه، خلال لقائه بوزير الخارجية الجهيناوي، الجمعة، من القرار.

وأضافت الصحيفة إن قائد السبسي دعا إلى "إصلاح الخطأ الذي وقعت فيه تونس وتحميل المسؤولية لمن اتخذ القرار".

ونددت عديد الأحزاب والمنظمات والهيئات المهنية وجمعيات المجتمع المدني بتونس، الخميس، بقرار مجلس وزراء الداخلية العرب بتصنيف حزب الله اللبناني منظّمة إرهابية، مستنكرة ما أسمته اصطفاف الحكومة التونسية وراء هذا القرار.