ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن قوة دولية يتم إعدادها للتدخل في
ليبيا، مكونة من خمسة آلاف جندي بقيادة إيطالية، في وقت زادت فيه المخاوف من الوضع في
تونس، وإمكانية توسع الفوضى الحالية في ليبيا إلى هذا البلد، الذي نجا من مصير الكثير من دول الربيع العربي.
ويشير التقرير إلى أن وزارة الداخلية التونسية أعلنت عن مقتل 53 شخصا على الأقل، منهم 35 مهاجما وسبعة مدنيين، بالإضافة إلى 11 آخرين من القوات التونسية الخاصة، بعد محاولة مقاتلين، قالت الحكومة التونسية إنهم كانوا يحاولون إقامة إمارة إسلامية في مدينة بنقردان جنوب البلاد.
وتبين الصحيفة أن الولايات المتحدة وأوروبا تخشيان من انتشار آثار
تنظيم الدولة إلى تونس، ولهذا فإن الحكومة الإيطالية تقوم بالعمل على خطة لإرسال قوات خاصة تضم قوات بريطانية؛ من أجل المساعدة على تقوية الجيش الليبي في حال صوت البرلمان لصالح حكومة وحدة وطنية، وبعد ذلك ستقوم الحكومة الليبية بالتصويت لصالح دخول قوات أجنبية إلى البلاد بقيادة إيطالية، مشيرة إلى أن إعادة انتشار القوات تحتاج إلى شهر، حيث ستعمل على تدريب القوات الليبية في معسكر قرب العاصمة الليبية.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الهجوم على مدينة بنقردان القريبة من الحدود الليبية بدأ فجر الاثنين، حيث استهدف المهاجمون مركزا للشرطة ومواقع للجيش، وطلب من السكان البقاء في بيوتهم، وأرسل الجيش تعزيزات عسكرية وطائرات مروحية.
وتورد الصحيفة نقلا عن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، قوله إن المتطرفين يمثلون تهديدا للبلاد، واصفا الهجوم بأنه غير مسبوق، حيث تم التخطيط له بعناية كبيرة، وأضاف السبسي أن هدف المقاتلين كان السيطرة على المنطقة، وإعلان إمارة إسلامية، مؤكدا أن غالبية التونسيين هم في حالة حرب مع البربرية.
ويفيد التقرير بأن مدينة بنقردان شهدت الأسبوع الماضي في حادث منعزل هجوما خارجها، قتل فيه خمسة جهاديين ومدني واحد، لافتا إلى أن النشاطات الجهادية على الحدود الليبية التونسية تأتي بعد الهجوم الجوي الذي نفذته الولايات المتحدة على معسكر تدريب في بلدة صبراتة الليبية.
وتكشف الصحيفة عن وجود تكهنات بعبور المقاتلين الذين كانوا في المعسكر إلى تونس بحثا عن ملجأ، أما العناصر التونسية التي كانت فيه فقد عادت للقيام بعمليات ضد الحكومة، بعد تلقيها تدريبات في ليبيا.
وينوه التقرير إلى أن ليبيا تعيش حالة من الفوضى منذ قيام حلف الناتو عام 2011 بالمساعدة بالإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، مشيرا إلى أن ليبيا تحكمها منذ منتصف عام 2014 حكومتان؛ واحدة في طرابلس، والأخرى في طبرق، فيما استغلت الجماعات الإسلامية وتنظيم الدولة الفوضى، حيث سيطر على مدينة سرت على ساحل البحر المتوسط، بالإضافة إلى صبراتة القريبة من الحدود التونسية.
وتذكر الصحيفة أن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي قد تحدث يوم الأحد قائلا إن "القوة الدولية ليست جاهزة للتدخل، وطالما بقيت رئيسا لوزراء
إيطاليا فلن أذهب لغزو ليبيا بخمسة آلاف جندي"، وأكدت إيطاليا أن هذه القوات مهمتها الأساسية هي تقديم الاستشارة، وليس المشاركة في العمليات العسكرية المباشرة.
وبحسب التقرير، فإن تعليقات رئيس الوزراء الإيطالي جاءت بعدما نقل عن السفيرالأمريكي في روما جون فيليبس قوله إن إيطاليا قد تقود قوات من خمسة آلاف جندي للتدخل في ليبيا، ونقلت عنه "كوريري ديلا سيرا" قوله: "نريد أن نجعل طرابلس مدينة آمنة، لا يكون تنظيم الدولة حرا في ضربها".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن عددا من الدول استعدت للمشاركة، بينها بريطانيا وألمانيا وعدد من الدول العربية، ولدى الولايات وفرنسا قوات خاصة في ليبيا، وأعلن وزير الدفاع البريطاني عن إرسال 50 جنديا لمساعدة القوات التونسية.