وجه
لبنانيون شيعة، الأربعاء، نداء "عروبيا" إلى شيعة لبنان والمنطقة، عبروا فيه عن التزامهم بمشروع بناء الدولة الوطنية وبإرادة حرة وأنها تمثل خيارا استراتيجيا وثابتا لهم، مستهجنين في الوقت ذاته استخدام تمثيل المذهب الشيعي لخطف القرار اللبناني.
وقال اللبنانيون الشيعة إنه "لا مصلحة لشيعة لبنان إلا بقدر ارتباطهم بلبنان الدولة، وهذا لا يتحقق إلا بالارتباط الوثيق بالتضامن
العربي"، معلنين براءتهم من كل حس مذهبي، يريد إلحاقنا بمشاريع إقليمية على حساب نظام المصالح الوطني أو العربي".
وبحسب ما نقله موقع "جنوبية" الشيعي المعارض لسياسات
حزب الله، فإنهم أكدوا أن "الشراكة في الوطن لا تقوم بالإكراه ولا بالكيديّة السياسيّة، وأن أي مساس أو تهديد لأي معارض أو مكوّن لبناني هو تهديد لوحدة لبنان وإساءة إلى التضامن العربي الذي يقوم على وحدة الآلام والآمال".
وأشاروا إلى أن "المذهبية حين تستخدم قضيّة فلسطين فإنما تُسيء إلى قدسيتها وتهدف إلى تسخيرها للاستغلال السياسي، ولاغتيال قيم الدين معا، وإن استخدام بعض اللبنانيين الشيعة لاسم القدس وتعبيد طريقها بالدم، لتقديس حربهم في سوريا، مرفوض ومُدان".
واستشهد اللبنانيون الشيعة ببيان السيّدين (السيد محمد حسن الأمين والسيد هاني فحص) في عام 2012، حين قالا إن "الشيعة في لبنان ما كانوا يوما إلا مع العروبة ومع المصلحة العربيّة العليا. والواقعيّة السياسية والحضارية تقتضي منهم اليوم أكثر من أي وقت مضى، الحفاظ على مكونات الوحدة الاجتماعيّة اللبنانية واستقرارها في دول الخليج".
وأعرب اللبنانيون الشيعة عن استنكارهم للتصوّر الذي يقول إن الدفاع عن الشيعة هو بخرق التضامن العربي، لأن الدفاع عن أي فئة لبنانية، مهما كان انتماؤها، لا يكون إلا بالتكافل والتضامن مع مكونات لبنان كلها" لافتين إلى أن "الشيعة أساس في هذه المكوّنات، ومدركين أن نهضة العالم العربي لا تقوم على مفاهيم الفئوية والأقلية إنما على أساس المواطنة والحرية وحماية التنوع".
وحذر اللبنانيون الشيعة في ندائهم من "التمادي في استثمار هذا الحس المذهبي لاستجلاب اللهيب السوري والمنطق الداعشي إلى داخل البيت اللبناني، خصوصا بعد اتضاح التفاهم الروسي الأمريكي على التقسيم الفيدرالي لسوريا ومكوناتها بتنسيق روسي إسرائيلي مُعلن".
وشددوا على أن "حزب الله سيتنبّه متأخرا، وهو الذي مارس المقاومة وحمل رايتها، أنّ مصدر قوّته كان دائما في احتضان العمق العربي لخيار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وسيكتشف أنّ آلاف الصواريخ لن توفر له الطمأنينة التي كان عليها غداة تحرير لبنان في العام 2000".
ودعا اللبنانيون كل الشيعة العرب في لبنان والمنطقة إلى سماع صوتهم وتفهّم موقفهم، مؤكدين أن "الدور الشيعي لا يكون بالتكتلات المذهبية، إنما بالتفاعل الحي الصادق والحضاري مع مكونات الدولة الوطنية ومن ضمن نظام مصالح عربي واقعي وموضوعي".