ما يزال
اليمنيون عالقون منذ يومين في البحث عن إجابات حقيقية للغز الأخبار والتقارير التي تحدثت عن مفاوضات سرية جرت برعاية أممية، بين المتمردين
الحوثيين وبين
السعودية التي تتزعم تحالفا عسكريا منذ عام.
ويتزامن هذا الأمر، مع حالة من النفي والصمت الرسميين للخارجية اليمنية وسلطات الرياض كلا على حدة.
وبهذا الخصوص، قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، إن "ما جرى مجرد ترتيبات ربما جاءت بناء على طلب من الحوثيين في محاولة للحفاظ على ما تبقى لهم من وجود في معقلهم صعدة (شمالي اليمن)"، مضيفا أنه "ترتيب تقتضيه الطبيعة الجغرافية والسياسية لموقع محافظة صعدة المجاور للمملكة العربية السعودية...".
وأضاف في حديث خاص لـ"
عربي21" أنه "في الواقع لا تحتاج السعودية إلى مفاوضات تفضي إلى اتفاق مع هذا الفصيل الطائفي"، مؤكدا أنه في حال حدث ذلك، سيكون إسهاما خاطئا لخلق "حزب الله جديد" في شمال غرب اليمن، محكوم باتفاقيات وتفاهمات.
ولفت التميمي إلى أن السعودية ترغب بالتأكيد في إنهاء حرب الاستنزاف على حدودها الجنوبية، محذرا من أن يقودها إلى تفاهمات من خارج السلطة الشرعية التي تدخلت في اليمن تحت ظلها.
وأوضح أن الخطورة تكمن في إمكانية احتساب الحوثيين ثابتا ديموغرافيا وجغرافيا، في ظل امتداد حدود الرياض من معقلهم في صعدة المتاخمة لحدود المملكة الجنوبية، وحتى أقصى الشرق في اليمن.
وأشار السياسي التميمي إلى "ضرورة التركيز على تنظيف صعدة من نفوذ الحوثيين كشرط أساسي لاستقرار البلاد، وإلا فإنهم سيظلون يعتمدون الأسلوب ذاته في الكمون والتمدد بدوافع الهيمنة الطائفية". منوها إلى أنها دوافع لا تتعلق باليمن فحسب بل بالمحيط الإقليمي، خصوصا أن هذه المجموعة الطائفية لا تزال تتغذى من شريان العلاقة مع بلد طائفي مثل إيران"، على حسب وصفه.
من جهته، رأى رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب، أن هناك سعيا لإجراءات بناء الثقة ذات معنىن ومسألة إيقاف الهجمات الحوثية على الشريط الحدودي مع السعودية تحولت إلى محرقة للحوثية وأصبح تقديم التنازل في هذا الملف إجباريا. لكنه استدرك قائلا: "الرياض لن تتفاوض مع الحوثية وما يجري وفق المنطق أن الأمم المتحدة اليوم تشرف على تنفيذ بند عدم الاعتداء على حدودها".
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21" إن "جماعة الحوثيين تحاول تقديم تنازلات للمملكة على حدودها"، لافتا إلى أن "الحوثيين وصلوا إلى أفق مسدود، وتلقوا ضربات قاصمة"، غير أن تعيين الفريق علي محسن متغيرا قويا في إدارة المعركة وقيادتها أرعبهم، إضافة إلى أن الحوثية استنزفت حتى في محافظة صعدة وأصبحت قبائلها غير قادرة على تحمل قمار الحوثي.
وذكر غلاب أن الانقلاب على وشك الانهيار ولم يبق سوى القليل، ولذلك يحاول الحوثيون وصالح إنقاذ أنفسهم، مشيرا إلى أن المعركة مازالت تأخذ مسارها وإن لم تنفذ مقررات مجلس الأمن سلما، فالحرب مستمرة والإعداد لتحرير صنعاء على قدم وساق.