في واقعة أشبه بالقصص الدرامية، أفاق شاب مصري، الأربعاء، من غيبوبة استمرت لأكثر من خمس سنوات، بعد تعرضه لإصابة خطيرة في أحد الأحداث التي تلت ثورة يناير.
وكان الشاب
معوض عادل، وهو طالب في كلية الصيدلة، قد أصيب بطلق ناري في الرأس في أحداث محمد محمود الأولى، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 إبان حكم المجلس العسكري لمصر، ما أدى إلى إصابته بكسر في عظام الجمجمة وشلل رباعي.
وقال المحامي والناشط الحقوقي مالك عدلي، عبر حسابه على "فيسبوك": "من دقايق شفت أنضف وأنقى حد باقي لنا من ريحة
الثورة، معوض عادل مصاب أحداث محمد محمود، الحمد لله الحالة بتتحسن، معوض دلوقت بيشوف وبيسمع والنهارده ضحك للممرضة"، وطالب المصريين بالدعاء لمعوض حتى يتم شفاؤه على خير".
هانشرحله اللي حصل إزاي؟
وفي تعليقات تجمع بين المرارة والسخرية، علق نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي على الإنترنت على هذه الواقعة، وتساءلوا كيف يمكن شرح الأحداث والتغيرات الهائلة التي شهدتها مصر خلال الفترة التي قضاها معوض راقدا في الغيبوبة؟ وكيف يمكن تفسير الحالة المتردية التي وصلت لها البلاد بعد خمس سنوات من الثورة التي قدم مئات الشباب أرواحهم فيها حتى يروا مصر في وضع أفضل مما هي عليه خاصة في مجال الحرية والديمقراطية والتخلص من الحكم العسكري وتحسين مستوى معيشة الفقراء في مصر.
وكتب المحامي مالك عدلي: "معوض في غيبوبة من تشرين الثاني/ نوفمبر 2011 وبره دنيانا خالص، وهو نايم قدامي وبيبص عليا قولتله أنا اسمي مالك واحد يعرفك وبيحبك وجاي من مصر يطمن عليك، شد حيلك يا بطل إحنا كلنا مستنيينك تقوملنا بالسلامة علشان نكمل اللي بدأناه سوا.. بعد الجملة دي تاه كل الكلام من لساني وسرحت في عينيه.. يا ربي أقوله إيه؟ إننا تحت إيدين ناس... مبهدلينا؟ وإن مفيش حاجة اتغيرت وإن رقدته دي ببلاش؟ أحكيله عاللي حصل وبيحصلنا وفينا؟ مقدرتش أنطق.. بوست دماغه وإيديه ورجليه وخرجت والدنيا مغيمة في وشي ومش شايف".
وقال الكاتب أنس حسن: ألف حمد الله على سلامته.. الفكرة هنا ده هيتشرح له اللي حصل إزاي؟
وكتب أحد المعلقين إن معوض "سيفاجأ بعد إفاقته من الغيبوبة أن جميع رموز نظام مبارك حصلوا على البراءة وأن بعضهم يتولى مناصب قيادية في النظام الحاكم، وأن الإخوان حكموا مصر لعام واحد فقط قبل أن يطيح الجيش بالرئيس محمد مرسي ليتولى الحكم عبد الفتاح السيسي الذي كان في 2011 رئيسا للمخابرات الحربية، وأن الآلاف قتلوا منذ انقلاب يوليو 2013، وأن مصر شهدت خلال الخمس سنوات الماضية دستورين وخمسة انتخابات برلمانية ورئاسية، وأن شباب الثورة في السجون، وأن البلاد وصلت إلى حالة من البؤس جعلت المصريين يفرحون عندما تعرضت طائرتهم للخطف بواسطة رجل يرتدي حزاما ناسفا، فقط لأنهم سيغادرون مصر".
بينما قال آخر: "أكيد لما يفوق ويشوف حال البلد اللي نزل في يوم علشان حريتها بقى إزاي مش بعيد يقول ياريتني ما فوقت".
وعلق ثالث بقوله: "بلاش تقولوا لمعوض إن مبارك خد براءة وإن مصر لسه بيحكمها العسكر، أحسن يدخل في غيبوبة تاني".
الشهيد الحي
وتمكنت أسرة معوض عادل من نقله إلى مركز "رافيال" الطبي بالعاصمة البريطانية لندن لتلقي العلاج على نفقة
الدولة بعد محاولات عديدة ودعاوى قضائية، حيث قضت محكمة
القضاء الإداري في نيسان/أبريل من عام 2013 بإلزام الدولة بتحمل نفقات علاجه بالخارج.
وكان أصدقاؤه وأقاربه قد نظموا عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بعلاجه في مستشفى متخصص في هذه الحالات الخطرة بأوروبا ورفض المجلس القومي لرعاية أسر شهداء ومصابي ثورة يناير اتخاذ هذه الخطوة.
من جانبها، قالت والدة معوض عادل، إن "ابنها أفاق من الغيبوبة بنسبة كبيرة تقارب 80%، بحسب ما أكده الأطباء، مشيرة إلى أنه سيحتاج إلى علاج مكثف لفترة تصل إلى ستة أشهر حتى يصل إلى مرحلة الإفاقة التامة ويستعيد قدرته على التواصل الطبيعي مع المحيطين به".
وأضافت - في تصريحات صحفية - أن معوض الذي يلقب باسم "الشهيد الحي" يعاني من شق في الحنجرة، وأنه أصبح يسمع ويرى لكن دون أن يعي ما يدور حوله، مطالبة الجميع بالدعاء له حتى يعود للحياة بشكل طبيعي من جديد.