وبّخت أهم محافل التقدير الاستراتيجي في
إسرائيل، صنّاع القرار والنخب في تل أبيب، لتعاطيها بجدية مع التهديدات التي أطلقها أمين عام
حزب الله، حسن
نصر الله.
وقال مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إن تهديدات نصر الله هدفت بشكل أساسي إلى "طمأنة إسرائيل، والتدليل على أنه غير معني بمواجهتها، وأنه لا توجد لديه أي مصلحة في فتح معركة معها".
وفي ورقة صادرة عنه نشرها الجمعة، نوّه المركز إلى أن تهديدات نصر الله لإسرائيل تأتي نتاج خوفه "من أن تستغل إسرائيل تورطه في سوريا، إلى جانب حالة الاستقطاب الداخلي في
لبنان الناتجة عن تدخلاته في الكثير من مناطق الإقليم، متخوفا من أن تشن ضربة قاصمة عليه، وهو ما دفعه إلى إرسال التهديدات لردعها".
وبحسب الورقة التي أعدّها الجنرال الإسرائيلي عومير عيناف، فإن تهديدات نصر الله "تأتي في إطار المزايدات على خصومه في الداخل اللبناني، والمحيط العربي، ولهذا فإنه يجب عدم التعاطي معه على أساس أنها موجهة بالفعل لإسرائيل".
ونوّهت الورقة إلى أن حزب الله يعيش حاليا معركة بقاء قاسية مع خصومه في الداخل والإقليم، مشيرة إلى أن نصر الله "يريد أن يذكّر مؤيديه وخصومه بأن مسوغ بقاء حزب الله الوحيد هو مقاومة إسرائيل".
وأوضحت الورقة أن المستوى السياسي والقيادة العسكرية في إسرائيل تدرك أن لدى حزب الله صواريخ ذات مدى طويل، ودقة إصابة عالية، مستدركين بأن الحزب في المقابل "يعي أن ردة فعل إسرائيل ستكون ساحقة، وهذا يكفي لردعه".
واستنتجت الورقة أن "حسن نصر الله في حالة ضغط شديد بعد قرار
السعودية وقف دعم لبنان، وإصدار التعليمات للمستثمرين السعوديين بسحب استثماراتهم من هذا البلد، لا سيما من المؤسسات التي تدعم توجهات حزب الله".
وأشارت الورقة إلى أن نصر الله في ورطة، على اعتبار أنه لم يتمكن من توظيف تعاظم قوته السياسية وتراجع قوة خصومه داخل لبنان في تمرير مرشحه للرئاسة ميشيل عون، في حين يتم تحميله المسؤولية عن مأزق الاستحقاق الرئاسي، على اعتبار أن المرشح الرئاسي الآخر سليمان فرنجية ينتمي أيضا إلى معسكر "الثامن من آذار"، الذي يمثل حزب الله مركز ثقله.
من جهته، قال رئيس الموساد الأسبق إفرايم هليفي، إنه خلافا للانطباع العام، فإن تورط حزب الله في القتال إلى جانب نظام الأسد يخدم المصالح الإسرائيلية.
وفي مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية، الجمعة، نوّه هليفي إلى أن مشاركة حزب الله في سوريا "تضمن تحقيق مصلحتين أساسيتين لإسرائيل، هما: إرهاق ذاته واستنزاف قواته، وفي الوقت ذاته استنزاف القوى والحركات الجهادية التي يمكن أن تتحول إلى مصدر تهديد كبير لإسرائيل في المستقبل".