قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن السياسة الخارجية
السعودية شهدت تغيرات ملموسة بعد اعتلاء الملك سلمان العرش وسماحه لابنه المفضل
محمد بن سلمان بتولي زمام سلطات كبيرة في البلاد، وقد أصبحت المملكة بسببها أكثر حزما وشرعت في سلسلة تحالفات جديدة بعضها تجاهل أمريكا.
وقال الصحفي ديفيد غاردنر في تقرير له إن محمد بن سلمان الثلاثيني حاز قدرا "مدهشا" من السلطة في نظام أداره لفترة طويلة رجال في السبعينيات والثمانينيات من العمر، وتولى وزارة الدفاع ومسؤوليات كبيرة في السياسات الخارجية والنفطية للدولة السعودية.
وقدم غاردنر ملخصا لما قام به محمد بن سلمان خلال عام من توليه المسؤولية في الحكم، اشتمل على شن حرب ضد الحوثيين المدعومين من
إيران في اليمن وزيادة الدعم للمسلحين السنة الذين يقاتلون نظام بشار الأسد في سوريا، الذي تدعمه إيران وحزب الله اللبناني وروسيا، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، ومؤخرا قطع العلاقات مع الحلفاء السياسيين والعسكريين والإعلاميين للسعودية في لبنان.
ولفت إلى أن الرياض أرسلت إشارات مؤخرا تفيد بقرب انسحابها من الحرب في اليمن فيما أكد مسؤولون سعوديون أنهم قضوا على تهديد الصواريخ من جارهم الجنوبي.
وأوضح غاردنر أن ما قد يغيب عن البعض هو الانفراجة التي بدأت تظهر بين السعودية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حليف كل ما تبغضه السعودية من إيران وحزب الله وصولا إلى نظام الأسد.
ويقول إن الانفراجة في العلاقات بين السعودية وروسيا مؤخرا تشير إلى ضعف النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة، التي كانت المملكة على علاقة وثيقة بها على مدى 70 عاما.
ولفت إلى أن التقارب الأمريكي مع إيران عبر الاتفاق النووي العام الماضي وبعد التدخل الروسي العسكري في سوريا، يبدو أنه دفع السعودية لاتخاذ قرار بالعمل مع موسكو، معتقدة أن بإمكانها التأثير على طهران.