نشرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" تقريرا حول رفض مؤسسة "
فاركي"، التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، سحب الجائزة التي منحتها الشهر الماضي للمدرسة
الفلسطينية حنان الحروب، بعد الكشف عن "تورط زوجها في عملية ضد المستوطنين" في ثمانينيات القرن الماضي وسجنه لمدة عشر سنوات.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أنه لدى اختيار الحروب ذكرت المؤسسة أن شعارها كان "لا للعنف"، وتركزت جهودها لحماية الأطفال الفلسطينيين من آثار العيش في منطقة صراع، وقد ألفت كتابا بعنوان "نلعب ونتعلم"، ركزت فيه على أهمية اللعب والثقة والاحترام في العملية التعليمية.
وكان موقع
إسرائيلي اسمه "إسرائيليكول" نقل في 18 آذار/ مارس عن موقع "باليستاين كرونيكال" ما جاء في مقال لمعين الطاهر حول المدرسة حنان الحروب، قال فيه: "حنان امرأة فلسطينية، وُلدت وترعرت في أزقة مخيم الدهيشة، وعاشت معاناة بناته وأبنائه كلهم، وهو القريب من مدينة بيت لحم التي درست في مدارسها، ومن المفارقات أنّها بنت عشّها الزوجي مع فدائي فلسطيني، هو زوجها وقريبها
عمر الحروب الذي نفّذ مع رفاق له واحدةً من أبرز العمليات الفدائية في الأرض المحتلة، المعروفة بعملية الدبويا في الخليل، حين هاجمت مجموعة فدائية كانت مطاردة في جبال الخليل في 2 أيار/ مايو 1980 مسيرة للمستوطنين القادمين من مستوطنة كريات أربع إلى مبنى الدبويا، قرب الحرم الإبراهيمي الشريف، ما أدّى إلى مقتل 13 مستوطناً، بينهم القائد العسكري لمدينة الخليل، وإصابة عشرات بجروح، وبعد العملية بأشهر، اكتُشفت المجموعة مصادفةً، حين وقع اثنان منهم في حفرة لصيد الخنازير قرب نهر الأردن، تمّ أسر عمر، وأمضى سنوات طوالاً في سجون الاحتلال، قبل أن يتمّ تحريره، ويتمّ بعدها لقاؤه بشريكة حياته، وأم أولاده، التي أصبحت أفضل معلم في العالم".
وبدأت المواقع المؤيدة للاحتلال تتناقل هذا الخبر، وقامت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" بنشر تقرير حول الموضوع في 31 آذار/ مارس، قالت فيه إن زوجها عمر سجن لعشر سنوات؛ لتوفيره المواد الكيماوية التي استخدمها المهاجمون "لقتل ستة إسرائيليين بينما كانوا عائدين من صلاة يوم السبت في الخليل"، بناء على تقارير الوكالة في ذلك الوقت، حيث ذكر تقرير الوكالة أن مؤسسة "فاركي" لم تذكر ذلك عندما قررت منح الجائزة لحنان الحروب في 14 آذار/ مارس.
وقالت المؤسسة في بيان لها إنها لا تبحث في تاريخ أقارب المرشحين، وإنها مقتنعة بالتزام المُدرسة باللاعنف، بحسب الوكالة، وأضاف البيان: "ننظر فقط إلى صفات المرشحين المعنيين أنفسهم وإنجازاتهم كون ذلك قاعدة مبدئية".
وتابع البيان قائلا: "وكما قالت حنان الحروب نفسها إنها قضت حياتها كلها تتعامل مع آثار العنف على الأطفال، وتعمل كل يوم نحو عالم ينشأ فيه الأطفال بسلام بغض النظر عن منشئهم، وقضت حياتها العملية تعلم مبدأ اللاعنف، فهي تعتقد باللاعنف بأشكاله كلها وفي الظروف كلها".
وتنقل الوكالة عن رئيس "اتحاد المغور لضحايا الإرهاب" مئير إندور قوله بأنه لا يلوم المدرسة على ما فعله زوجها، مستدركا بأنها يجب ألا تفوز بالجائزة؛ لأن في ذلك "سخرية من أولئك الذين قتلهم زوجها".
ويلفت التقرير إلى أن مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، قال إن عمر الحروب قضى عشر سنوات في السجن ثم قبل باتفاقية أوسلو لعام 1993 مع إسرائيل، وعمل نائب وزير مع السلطة الفلسطينية، وهو يدعم حل الدولتين مع إسرائيل، لافتا إلى أنه لا يزال مسؤولا كبيرا ويعمل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "يؤمن بنهجه السلمي".
وتورد الوكالة نقلا عن حنان عشراوي قولها إنه ليس من العدل أن تحمل حنان الحروب مسؤولية أفعال زوجها، وإن الجائزة كانت مصدر فخر للفلسطينيين، مشيرة إلى أن اتفاقية أوسلو تعني فتح صفحة جديدة، وأن القيادات من الجانبين شاركت في سفك الدماء، وليس من العدل لوم الفلسطينيين على العنف، خاصة بعد حوالي 50 عاما من الحكم العسكري الإسرائيلي.
وقام موقع "يوكي ميديا ووتش"، وهو موقع رصد إعلامي متعاطف مع الاحتلال، قبل يومين بنقد مقال نشر في صحيفة "الغارديان" في تاريخ 18 آذار/ مارس حول المدرسة الفلسطينية، وطالب الصحيفة والصحافية هيريات شيروود، التي كتبت المقال، بمراجعته "في ضوء المعلومات الجديدة حول زوج المدرسة"، وكانت الصحفية قد عملت منذ منتصف عام 2010 وحتى بداية عام 2014 مراسلة لـ"الغارديان" في القدس، حيث كانت تقاريرها تزعج الجهات المؤيدة للاحتلال لمناصرتها لحقوق الشعب الفلسطيني.