أعلنت حركة
طالبان الأفغانية، الأحد، أنها استهدفت وزير الخارجية الأمريكي
جون كيري بثلاثة صواريخ سقطت على أراضي الحي الدبلوماسي بكابول يوم السبت.
وسمع دوي انفجارات عدة وسط كابول مساء السبت بعيد زيارة غير معلنة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري دعا خلالها طالبان إلى "الدخول في عملية سلام" مع الحكومة الأفغانية.
وأفادت وكالة "فرانس برس" عن سماع دوي انفجارات عدة لا تزال مجهولة المصدر، في وسط كابول حيث مقار السفارات والمباني الحكومية، بعيد مغادرة جون كيري.
وقال مصدر في الشرطة لم يشأ كشف هويته "سمعنا دوي انفجارات عدة، لكننا نجهل طبيعتها".
وجاءت زيارة كيري في وقت تحاول كابول إعادة المتمردين إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع الذي بدأ بينهما في عام 2001.
وحتى الآن، رفضت طالبان المدعومة بسلسلة انتصارات ميدانية، العودة إلى المفاوضات ما لم تتم تلبية شروطها، ومنها رحيل 13 ألف جندي أجنبي من أفغانستان.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأفغاني أشرف غني "تحدثنا عن هدفنا المشترك وهو بدء محادثات سلام مع طالبان". وأضاف "ندعو طالبان إلى الدخول في عملية سلام، في عملية شرعية تضع حدا للعنف". وأضاف "بالطبع هناك أمل بالسلام".
وشكلت أفغانستان والولايات المتحدة والصين وباكستان مجموعة رباعية في محاولة لإطلاق المحادثات بين كابول وطالبان التي عقدت أول مرة في إسلام أباد في تموز/ يوليو الماضي، لكنها انهارت بعد أن تبين في وقت لاحق من ذلك الشهر أن مؤسس حركة طالبان الملا عمر كان قد مات، ما أدى إلى خلافات داخل الحركة.
وأيد غني دعوة كيري إلى إحياء المحادثات، قائلا "السلام ضرورة حيوية للأمة، و(...) الولايات المتحدة الأمريكية - وخصوصا عبر كيري - كانت دائما شريكتنا في خلق جو سلمي واستقرار في المنطقة".
وأضاف الرئيس الأفغاني "أود أن أشكركم على التضحيات المستمرة وعلى دعم الولايات المتحدة.. الآلاف من أبنائكم (...) ضحوا بحياتهم في أفغانستان".
وكان مقر حلف شمال الأطلسي المحطة الأولى لكيري، حيث التقى الجنرال جون نيكلسون، الرئيس المعين حديثا للقوات الأمريكية ولقوات الحلف الأطلسي.
ولدى الولايات المتحدة حاليا نحو 9800 جندي في أفغانستان، تقتصر مهمتهم رسميا على التدريب وتقديم المشورة، وذلك منذ نهاية مهمتهم القتالية في 2014.
وكانت الآمال بالسلام والاستقرار الاقتصادي مرتفعة عقب الانتخابات الرئاسية عام 2014، التي شكلت الانتقال الديمقراطي الأول للسلطة بعد رحيل حميد كرزاي الذي حكم البلاد على مدى عقد من الزمان تقريبا.
لكن بعد 18 شهرا من تشكيل حكومة الوحدة "كانت هناك تحديات، سواء من حيث السياسة، أو من حيث مدى مرونة طالبان"، وفقا للمبعوث الأمريكي الخاص إلى باكستان وأفغانستان ريتشارد أولسون.