أدلى
سلطان هاشم أحمد، آخر
وزير دفاع في عهد رئيس النظام
العراقي السابق
صدام حسين، بتفاصيل مثيرة تكشف لأول مرة عما جرى قبل الغزو، والنصائح التي قدمها إلى الرئيس الراحل صدام حسين للحيلولة دون سقوط العاصمة
بغداد، مقدما في الوقت ذاته رؤية عسكرية لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة.
وقال سلطان هاشم في آخر جزء من حديثه مع صحيفة "الزمان" العراقية: "توقعت أن الأمريكان سيدخلون بغداد في خلال أسبوع، لم أكن أحمل أوهاما، كنت أعرف أن قدراتنا متواضعة بحيث لا يمكن الحديث عن صمود طويل، وقد أبلغت رأيي للرئيس، فقال: بإمكانك التصريح بذلك، وربما كان تقديره أن ذلك سيرفع من التحدي ويوضح المخاطر أمام العراقيين".
وأضاف: "لكن ذلك لم يمنع من تقديم مقترحات في خطة لحماية بغداد تتكون من ثلاثة أنساق، وقد زرت المطار قبل ذلك ورأيت كيف أن الدفاعات لم تكن جيدة، وكنت قد توقعت أن المطار سيكون الهدف الحيوي الأول، وقد اقترحت عليه تدمير بعض الجسور كجزء من الخطة الدفاعية عن بغداد، فكان رده: كيف ندمر مابنيناه؟".
وعن فكرة الانقلاب على نظام صدام، قال سلطان هاشم: "هذا أمر لم أفكر فيه يوما، ولم يخطر ببالي أن أقدم عليه، فلا أحب خيانة ما أقسمت عليه".
إقرأ أيضا: وزير دفاع عهد صدام في تفاصيل جديدة.. فماذا عن غزو الكويت؟
وفي ما يتعلق باتصاله بالأمريكان، أوضح: "بعدما احتلت بغداد، انسحبت إلى الموصل، وبقيت مختفيا هناك، وحين صدر اسمي مع قائمة الـ55، كلف الأمريكان أحد شيوخ العشائر بالوساطة معي كي أسلم نفسي لهم طوعا، مع وعد بضمان سلامتي وعدم تعرضي لأذى، وهكذا كان، لكني ندمت على ذلك، فليتني لم أسلم نفسي، إذ إنهم لم يصدقوا بما وعدوني به".
وبشأن سيطرة تنظيم الدولة على مدينته "الموصل"، طرح وزير الدفاع العراقي الأسبق رؤية لخصها بمجموعة من النقاط لاستعادة المدينة، جاء فيها: "قطع جميع طرق الإمداد وإغلاق الحدود ونقاط العبور حتى لو تطلب الأمر تلغيم الجسور. وإيجاد نقاط تجمع آمنة لانطلاق القوات المكلفة بالتحرير، وأرى أن مخمور مناسبة، على أن لا يقتصر التجمع عليها فقط".
وشملت الرؤية التي وضعها سلطان هاشم: "توزيع الواجبات بين الشرطة والجيش والحشد الشعبي. وضرورة أن تفصل معركة مركز المدينة عن معركة تحرير الأقضية. وإذا دخل الجيش من الشمال، فعلى الحشد أن يتقدم من الجنوب، ليقوم بعزل المناطق واحدة تلو الأخرى وجعلها نقاطا منعزلة بحيث لا تعطي العدو حرية الحركة".
واستدرك سلطان هاشم بالقول: "لكن مشاركة الحشد الشعبي (الجيش العقائدي) يجب أن تقتصر على مهام محدودة، ثم يجري سحبهم بمجرد إنجاز المهمة الموكلين بها، وهذه مسألة ضرورية أيضا، فلكل حالة إيجابياتها وسلبياتها، فلنستفد من إيجابيات الحشد ونتجنب سلبياته".
إقرأ أيضا: وزير الدفاع في عهد صدام يكشف تفاصيل جديدة في أول لقاء صحفي
واستبعد وزير الدفاع العراقي الأسبق، نجاح أي قوة من خارج العراق لاستعادة المدن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، "إلا إذا توفر لها غطاء جوي أمريكي. لكنها حتى لو حققت نجاحات أولية، فلن تنجح لأنها ستتعرض لخسائر كبيرة، لكني لا أتوقع تدخلا سعوديا، فلا يمكن القبول بأي جيش آخر بديلا عن الجيش العراقي".