تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية المهتمة بالأعمال التجارية الدولية في تقرير لها، كيف قام ولي ولي العهد السعودي، الأمير
محمد بن سلمان، في "تسييس" ملف
النفط.
وأوردت تحت عنوان "قوة جديدة في
السعودية تدخل حرب أسعار النفط" أن المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، سمحت لأسعار النفط العالمية بالتراجع خلال العامين المنصرمين، وذلك بإشراف من وزير النفط علي النعيمي.
ولكنها أشارت إلى أن هناك أمراء وقوى جديدة داخل العائلة المالكة أصبحوا يتدخلون في سياسات المملكة بخصوص النفط، وهو ما ترى أنه كان واضحا خلال اجتماعات الدوحة الأخيرة.
فقد خلصت الصحيفة إلى أن أبرز ما كان ملاحظا في قمة الدوحة، أن الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 30 عاما أصبحت له اليد العليا في سياسات المملكة النفطية، حتى إنه نحى الخبير علي النعيمي جانبا.
وأوضحت ذلك بالقول إن المملكة كانت قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق مع الدول الرئيسة المنتجة للنفط، سواء كانت من أعضاء تجمع الدول المصدرة للنفط "أوبك" أم خارجه مثل روسيا، وكلها حضرت مؤتمر الدوحة لمحاولة كبح جماح أسعار النفط المتهاوية.
وأكدت أن الاتفاق كان يقضي بتقليل المملكة من الإنتاج اليومي للنفط ضمن مجموعة الدول الحاضرة، لكن قبل قليل من التوقيع، أصر أمير بارز في الرياض هو ابن سلمان على أن تكون
إيران مشاركة في أي اتفاقية لتخفيض الإنتاج حتى تشارك فيه المملكة، وهو ما أدى إلى انهيار الاتفاق، وفشل الاجتماع بأسره.
وأضافت أن ابن سلمان، الذي وصفته بأنه "الابن المفضل للملك"، قام بوضوح بـ"تسييس ملف النفط"، وهو الأمر الذي كان النعيمي يتجنبه دوما.
وترى الصحيفة أن هذه القوى الجديدة في سياسات السعودية النفطية هي أمر لم يكن متوقعا أبدا في الأسواق العالمية التي تترصد أسعار الخام، وبالتالي فإنه لا يمكن التوقع بما سيحدث لاحقا.
اقرأ أيضا: محمد بن سلمان يكشف تفاصيل رؤيته لمستقبل السعودية
وقالت إن الأمير السعودي الشاب، يسعى إلى سد أي مخرج أمام إيران، التي خرجت مؤخرا من حقبة طويلة من العقوبات الدولية، لاستعادة عافيتها الاقتصادية.
وأشارت إلى أنه قال صراحة إنه لا يهتم بأسعار النفط، بل إنه لوّح أكثر من مرة بورقة زيادة الإنتاج لخفض الأسعار بشكل أكبر، و"سحق المنافسين".