ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن سبع
نساء مسلمات تقدمن بدعوى قضائية ضد مقهى "إرث كافيه" في لاغونا بيتش في كاليفورنيا، واتهمن إدارة المقهى بالتمييز العنصري، مشيرة إلى أنه تم استهدافهن "لكونهن مسلمات واضحات"؛ بسبب ارتدائهن
الحجاب عندما جلسن في المقهى، حيث طلب منهن مغادرته قبل الانتهاء من تناول طعامهن.
وينقل التقرير عن مهندسة برمجة الحاسوب سندس أحمد، قولها إن حادث 22 نيسان/ إبريل "هزنا، حيث شعرنا بعدم الاحترام والصدمة"، وتضيف أحمد أن رجلي شرطة قاما بإخراجها وصديقاتها من المقهى، عندما قال مدير المقهى إنهن تجاوزن الوقت المسموح لهن بالمكوث في مقهاه، وهو 45 دقيقة وذلك في وقت الذروة، وتتابع قائلة: "لم نرتكب أي جريمة، وكان الأمر غريبا عندما تم إخراجنا".
وتورد الصحيفة نقلا عن سارة فرسخ، التي كانت مع المجموعة، قولها إن المدير "جاء إلينا وأخبرنا أن الوقت هو وقت الذروة"، مستدركة بأنه كانت هناك "20 طاولة فارغة حولنا"، وتضيف الطالبة الجامعية فرسخ أنها ذهبت إلى المقهى مرة مع زوجها، ولم تواجه أي مشكلة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن المتقدمات بالدعوى القضائية كلهن من أورانج كاونتي أو نشأن فيها، حيث إن من بين السبعة ستة يرتدين الحجاب "تعبيرا عن التدين"، كما يشرح محاميهن محمد تاج سار، مشيرا إلى "أشكال من
جرائم الكراهية ضد المسلمين"، بما في ذلك رمي البيض، وتخريب عجلات السيارات، والسخرية
العنصرية، حيث يقول المحامي إن هذه الجرائم حدثت في شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل.
وتذكر الصحيفة أن هذا المقهى يحظى بشعبية بين الجالية المسلمة الكبيرة في أورانج كاونتي وبين السياح والطلاب القادمين من الشرق الأوسط، مشيرة إلى قول المحامي تاج سار: "لقد تم استهداف هؤلاء النساء؛ لأن (إرث كافيه) اختار جعل مكانه فضاء لا يرحب بهن".
ويلفت التقرير إلى أن المحامي يحاول الدفاع في القضية عن موكلاته، اللاتي يطالبن بإنهاء أشكال التمييز، و"محاسبة" المسؤولين عنها، بحيث لا تتكرر هذه الأمور، ويطالبن أيضا بتعويضات عن "خسارة الكرامة"، التي تعرضن لها، حيث تقول النساء المسلمات إن الهجمات الإرهابية جعلتهن عرضة للتحرش، مشيرا إلى أن مدير المقهى رفض التعليق، فيما لم يرد مقر إدارة سلسلة المقاهي في لوس أنجلوس.
وتورد الصحيفة نقلا عن متحدث باسم شركة لاغونا بيتش جيسون كرافيتز، قوله إن عنصري الشرطة اللذين وصلا إلى المقهى لم "يريا طاولات فارغة، لكنهما لم يقوما بفحص عدد المرتادين في ذلك الوقت"، لافتة إلى أن مدير المقهى اتصل بالشرطة مشتكيا بأن النساء لم يغادرن المقهى رغم مطالبتهن بذلك، واستنادا إلى ذلك، جاء رجلا الشرطة فـ"خرجن باحترام، ودفعن فاتورة الطعام"، بحسب كرافيتز.
وينوه التقرير إلى أنه بحسب الدعوى القضائية المقدمة إلى المحكمة العليا في أورانج كاونتي، فإن النساء تجمعن مساء الجمعة في لقاء يجمع الصديقات القديمات والجديدات لتناول البيتزا وشطائر من البيكان والقهوة، وعندها تدخل المدير في الساعة الثامنة مساء، وسألهن عما إذا كن ينتظرن طلبات أخرى، ثم عاد الساعة الثامنة والربع قائلا إنه يتوقع تدفق المرتادين إلى المقهى، "وهو بحاجة إلى إفراغ الطاولات من المرتادين الذين قضوا أكثر من 45 دقيقة".
وتتذكر فرسخ قائلة: "شعرت بالحرج، حيث كنا نتحدث فيما بيننا، ولم نؤذ أحدا، لكنه طلب مغادرتنا"، وتضيف فرسخ أن زوارا كانوا في المقهى دعموا صديقاتها، لكن الإدارة لم تتراجع، وتقول أحمد: "أقوم بهذا من أجل المرأة المسلمة الأمريكية التي ليست لديها الجرأة للتحدث علانية عندما يحدث أمر كهذا"، بحسب التقرير.
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن سكانا في المنطقة عبروا عن دهشتهم للتمييز الذي حصل للنساء، حيث قال مدرب التزلج على الماء، الذي يعيش في لاغونا بيتش منذ 30 عاما، غوف ستبيان: "أشعر بالمرارة كون هذا حدث لهن، حيث إن لكل شخص الحق في التعبير عن ثقافته".