وزير جزائري سابق متهم بالفساد يلجأ "للزوايا" طلبا للغفران

يطوف وزير الطاقة الجزائري السابق، شكيب خليل، بالزوايا، وهي مؤسسات دينية تعتبر من المرجعيات الدينية بالبلاد، في عز الجدل حول وضعه القضائي، باعتبار أن الرجل متابع قضائيا بقضايا فساد خطيرة تعود إلى فترة توليه وزارة النفط، التي غادرها العام 2013.

وعاد شكيب خليل، الذي يحوز الجنسية الأمريكية أيضا إلى الجزائر، يوم الأربعاء 17 آذار/ مارس الماضي من أمريكا حيث كان يقيم، وتخلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن وزير النفط، بتعديل حكومي تم في شهر آيار/مايو 2010، بعد أن طفت قضايا فساد في شركة المحروقات الجزائرية "سوناطراك"، وفي آذار/ مارس 2013، غادر شكيب خليل الجزائر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قبيل بدء سريان القضايا المتابع بها، في جهاز القضاء.

وتتعلق شبهات الفساد ضد شكيب خليل بإبرامه صفقات مشبوهة مع الشركة الإيطالية "سايبام" العام 2010، وتردد قبل ثلاثة أعوام أن خليل حول منها لصالحه 200 مليون دولار.

ومنذ أسبوعبن، يزور شكيب خليل الزوايا المتواجدة بعدد من محافظات البلاد، ولقيت خرجاته إلى الزوايا موجة سخط وتنديد كبيرين من قبل الأحزاب السياسية والنشطاء المعارضين، ودعا هؤلاء القضاء بالبلاد إلى إحالته على العدالة، لكن رغم أن القضاء حرك الدعوى القضائية ضد خليل العام 2013 إلا أنها لم تعرف طريقها إلى المحكمة الفعلية.

وعلى الرغم من ملاحقته قضائيا، فإن السلطة في الجزائر تدافع عن شكيب خليل الذي أدار قطاع النفط بأوج ازدهار أسعاره دوليا، عن طريق أحزاب الموالاة.. فقد أكد رئيس حزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، في مؤتمر صحفي، الأربعاء أن "شكيب خليل بريء"، وألصق جهاز الاستخبارات السابق تهما بالوزير السابق، قال إنها باطلة.


واعتبر قطاع واسع من الجزائريين، بينهم نشطاء حقوقيون وقادة أحزاب سياسية، أن لجوء خليل إلى الزوايا "لطلب الغفران"، بمثابة "استفزاز لمشاعر الجزائريين".

وأثارت زيارات خليل إلى الدور الدينية والمساجد أيضا، جدلا واسعا، ومنع الناشط المعارض، حسين بلعربي، الوزير السابق للنفط بالجزائر من دخول إحدى الزوايا وخاطبه بالقول "مكانك بالعدالة وليس هنا".

وقال رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، في تصريح لصحيفة "عربي21"، إن "الملف القضائي لشكيب خليل معقد، وتدخلت به السياسة، والحكم عليه صعب".

وتعهد الناشط السياسي الجزائري المعارض، ورجل الأعمال رشيد نكاز، بمنح 100 ألف دولار، لمن يأتي بأدلة موثقة، تدين وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل، بتورطه بقضايا فساد.

ويتهكم الجزائريون بمواقع التواصل الاجتماعي، من خرجات خليل إلى الدور الدينية، وأجمع قطاع واسع من النشطاء على أن "خليل يريد تبييض صورته للعودة إلى الحكومة، بينما قراءات عدة تقول إن خليل يجري التحضير لتقديمه مرشحا لانتخابات رئاسية مرتقبة".

وأفاد جيلالي سفيان، رئيس حزب "جيل جديد" المعارض، في تصريح لصحيفة "عربي21"، الجمعة، أن "الرئيس بوتفليقة والمحيطون به الذين يؤدون دور الكومبارس، يريدون أن يفرضوا من جديد على الجزائر مشتبها دوليا لتسيير ما تبقى من احتياطي الصرف بعد أن قاموا بتبييض صورته بقرار سياسي وبعدالة الليل، رغم أنه ينتظر المحاكمة في العديد من الدول".

ورفضت بعض الزوايا بالجزائر، استقبال شكيب خليل، تحت ضغط المعارضين له، وقالت لويزة حنون، الأمينة العام لحزب العمال، بتجمع نشطته، الجمعة بمحافظة تبسة، شرق البلاد: "إن شكيب خليل يتحمل مسؤولية فتنة قاتلة بين القائمين على الزوايا"، متهمة مؤسسات الدولة برعاية خرجاته إلى هذه الزوايا.