نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للمراسل المتخصص في شؤون المخابرات والأمن القومي شين هاريس، قال فيه إن إدارة أوباما قد ترفع الحظر عن 28 صفحة سرية من تحقيق الكونغرس، تربط بين سعوديين كانوا في الولايات المتحدة والمهاجمين في
11/ 9.
ويستدرك التقرير بأن قاضيا في فلوريدا يقوم الآن بتقدير إن كان من المفيد رفع السرية عن بعض الوثائق الأخرى لدى مكتب
التحقيقات الفيدرالي، التي يصل عددها إلى 80 ألف صفحة سرية، التي قد تكشف المزيد حول علاقات المختطفين في
السعودية وأنشطتهم في الأسابيع التي سبقت أسوأ هجوم يتم على الأراضي الأمريكية
ويشير الكاتب إلى أن أحد الملفات السرية يتعلق بسكان بيت راق في مجمع سكني مغلق في ساراسوتا في فلوريدا، ويكشف عن سبب اختفائهم فجأة في الأسبوعين السابقين للهجمات، وعما إذا كان لهم اتصال بقائد العمليات محمد عطا والمهاجمين.
وينقل الموقع عن مكتب التحقيقات الفيدرالية قوله إن هذا غير ممكن، وإنه تم التحقيق مع العائلة ابتداء، عندما كانت لدى المكتب شكوك بذلك، مشيرا إلى أن المسؤولين قالوا بعد التحقيق إنه لم يتم التوصل إلى وجود علاقة بين تلك العائلة والمهاجمين.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"،
بأن محامين وصحافيين استقصائيين يقولون إن هناك أدلة دامغة تثبت خلاف ذلك، وإن عطا زار العائلة قبل أن يقود 18 رجلا إلى حتفهم، ويقتل ثلاثة آلاف شخص آخر، لافتا إلى أن مكتب التحقيقات شك ابتداء عندما ذهب عملاؤه إلى تفتيش البيت، بعد أن اتصل بهم الجيران المتشككون، الذين قالوا إن العائلة التي كانت تقطن البيت كانت دائما منعزلة.
ويذكر هاريس أن المحققين وجدوا علامات تشير إلى أن سكان البيت تركوه على عجل، حيث كان هناك أكل على الطاولة، وكانت الثلاجة مليئة بالأكل، وكانت الألعاب لا تزال تطفو على الماء في المسبح في الساحة الخلفية للبيت، وكانت هناك حفاظات أطفال مستخدمة متروكة في أحد الحمامات، مشيرا إلى أنه ظهر أن الناس الذين كانوا يعيشون هناك لم تكن لديهم نية للعودة، حيث إن البريد كان يتجمع في الصندوق في الخارج، وكان باب خزينة فارغة مفتوحا على مصراعيه، وكانت هناك ثلاث سيارات في الكراج، وفي الممر المؤدي إليه.
ويورد الموقع نقلا عن مكتب التحقيقات الفيدرالي قوله إنه وجد أجوبة مقنعة لشرح هذه التصرفات الغريبة، حيث لم يكن الأمر واضحا حتى فتح مكتب تامبا الميداني تحقيقا، قال فيه إنه وجد "علاقات متعددة" بين العائلة والخاطفين في 11/9، مشيرا إلى أن الجواب النهائي قد يكون في وثيقة من بين تلك الـ 80 ألف صفحة، ويلفت إلى أنه ليس كل ما في تلك الصفحات له علاقة بالعائلة، بل إنها مجموع تحقيقات مكتب تامبا الميداني.
ويلفت التقرير إلى أن قاضي محكمة المقاطعة وليام زلوتش، كان يقوم على مدى السنتين الماضيتين بتفحص الملفات صفحة صفحة؛ لتحديد المعلومات المتعلقة بالسعودية، التي يمكن أن ترفع عنها السرية، مستدركا بأنه بناء على أكثر من 30 صفحة تم الإفراج عنها تحت قانون حرية المعلومات، فإنه يمكن رسم صورة عن الحياة في ذلك البيت الواقع في إسكونديتو سيركل، المؤلف من ثلاث غرف نوم، كان يعيش فيه الزوجان السعوديان عبد العزيز الحجي وزوجته عنود وأطفالهما الثلاثة، وكان يملك البيت أبو عنود عصام الغزاوي وزوجته المولودة في أمريكا ديبرا.
ويذكر الكاتب أنه بحسب جار تحدث لصحيفة "تامبا باي تايمز"، فإن العائلة بقيت منطوية على نفسها، وأن عبدالعزير كان طالبا، وكانت زوجته متدينة، وقال الجار: "كان يأتي أحيانا ليدخن سيجارة ويشرب شيئا وليرتاح بعد الصلاة كل ساعتين".
ويستدرك الموقع بأن تصرفات العائلة وأصولها جعلتاها موضع شك، حيث قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح تحقيق في نيسان/ أبريل 2002، بعد أن تلقى عدة اتصالات من مواطنين، وتوصل التحقيق إلى "وجود علاقات كثيرة" بين العائلة "وأشخاص مرتبطين بالهجمات الإرهابية"، لافتا إلى أن مكتب التحقيقات قال إن تلك التقارير الأولية كانت من عميل للمكتب لم يتمكن من توفير الأدلة على استنتاجاته، وإن المحققين التقوا بالعائلة، وتوصلوا إلى أن عبد العزيز أنهى دراسته، ووجد وظيفة في السعودية، فغادر مسرعا إليها.
وينوه التقرير إلى أن النتيجة التي توصل إليها مكتب التحقيقات هي عدم وجود علاقة بين هذه العائلة وهجمات 11/ 9، مستدركا بأن صحافيين إيرلنديين، هما أنثوني سمرز وروبن سوان، كان يكتبان كتابا عام 2011 عن الهجمات بعد مرور عشر سنوات عليها، اتصلا بمراسل مخضرم في فلوريدا يدعى دان كريستينسين، حيث سمعا عن العائلة، وكان لديهما مصدر سري وهو مسؤول في أجهزة مكافحة الإرهاب، قال إن لديه معلومات تفصيلية حول تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي، بما في ذلك تحليلا لسجل المكالمات، الذي يظهر أن هناك مكالمات بين العائلة والخاطفين، كما أن سجلات الزوار على البوابة تظهر أن من بين الزوار كان عطا مع زميله الخاطف زياد جراح.
ويبين هاريس أن الصحافيين قاما بنشر مقالا كشف عن هذه المعلومات في موقع أخبار "كريستينسين" المستقل، وموقع "فلوريدا بولدوغ" وموقع "ميامي هيرالد"، مشيرا إلى أن المقال سبب ضجة كبيرة، ما جعل مكتب التحقيقات الفيدرالي يصدر بيانا، يقول فيه إنه كان قد حقق في الموضوع، ولم يجد صحة لما نشر.
ويفيد الموقع بأنه عندما علم السيناتور الديمقراطي عن ولاية فلوريدا بوب غراهام، الذي قاد تحقيق الكونغرس، بموضوع العائلة، تذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يعطه أي معلومات بهذا الخصوص، ولا حتى التقارير الأولية التي يقول المكتب إنه ثبت عدم صحتها لاحقا، وقال غراهام في وقتها إن ما كشفه الصحافيان "يفتح الباب على فصل جديد من فصول التحقيق عن عمق الدور السعودي في 11/9".
وبحسب التقرير، فإن غراهام طلب من مكتب التحقيقات أن يرى الملفات المتعلقة بالموضوع، بحسب مقال سينشر في "ديلي بيست، لاحقا، ورد عليه نائب رئيس المكتب شون جويس قائلا إن "كل ما نحتاج معرفته عن 11/9 أصبح معروفا لدينا، فلا حاجة لأن تضيع وقتك".
ويذكر الكاتب أن كريستينين قام برفع قضية على الحكومة، مطالبا بالملفات، حيث قال محاميه ثوما جولين للموقع، إن مكتب التحقيقات ادعى ابتداء عدم وجود ملفات، لكن بعد تهديد من المحامي بأن السيناتور مستعد ليشهد ضد المكتب، فإنه قام بالإفراج عن 35 صفحة، تم حذف بعض محتوياتها، لافتا إلى أن المسؤولين أصروا على أن تلك الصفحات هي كل ما استطاع المكتب أن يجده حول الموضوع.
ويستدرك الموقع بأن القاضي الذي يتعامل مع القضية "زولتش" لم يقتنع، وأمر مكتب التحقيقات بالبحث في ملفاته بأسلوب اقترحه كريستينين ومحاميه، ويبدو أنهم هذه المرة وجدوا كنزا.
وينقل التقرير عن جولين، قوله: "وجد مكتب التحقيقات وثائق إضافية حول الموضوع وقدمها، لكنه وجد أيضا 80226 صفحة من مكتب تامبا الميداني، وكلها تحمل (PENTTBOM investigation)"، وهو ما يشير إلى ملفات التحقيق في هجمات 11/9.
ويلفت هاريس إلى أن القاضي قد أمر المكتب بتسليم تلك الوثائق كلها في 1 أيار/ مايو 2014، مشيرا إلى أنه ما يزال يدرسها منذ ذلك الوقت؛ ليقرر أيها يمكن نشره، ولم يعط أي إشارة متى قد ينتهي من دراستها.
ويجد الموقع أن القوانين الأمنية الصارمة بخصوص الوثائق السرية، تجعل مهمة القاضي أصعب، حيث تبقى الملفات محفوظة في مكان آمن ولا يمكنه أن يأخذ منها سوى كمية محدودة كل مرة.
ويورد التقرير أنه لا يعرف إلى الآن كم من الملفات من مكتب تامبا الميداني يتعلق بالعائلة السعودية، مستدركا بأن كريستينين يعتقد بأن تلك الملفات ستكشف عن الأسباب وراء شكوك مكتب التحقيقات الأولية، فمثلا يقول مكتب التحقيقات إن سجلات المكالمات لا تظهر علاقة بين العائلة والخاطفين، لكن مصدر كريستينين السري يقول إن السجلات تظهر علاقة، فإن كان المكتب صادقا، فلماذا لا ينشر ما يثبت صحة كلامه؟".
ويقول الكاتب إن "كثيرا من المهتمين والصحافيين ما يزالون يعتقدون أن مكتب التحقيقات يخفي شيئا ما فيما يتعلق بعائلة ساراسوتا، حيث يقول غراهام إن حجة مكتب التحقيقات بعدم اعتماد التقارير الأولية هي أن كاتب تلك التقارير لا يمكن الاعتماد عليه، لكن الغريب هو ترفيع ذلك العميل، وهذا ما لا يفعله المكتب مع عميل يفتقد الكفاءة".
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن كريستينين يقوم بحملة كي يرفع الكونغرس الحظر عن نشر 28 صفحة من تقرير التحقيق، الذي قام به، ويأمل أن يصدر قرار عن إدارة أوباما يسمح بنشر تلك الصفحات، كما يأمل أن يقوم القاضي بالتوصل إلى قرار في القريب العاجل، بعد قضاء عامين في هذه القضية.