سيطر اللون الأحمر على شاشات البورصات العربية والخليجية خلال الجلسات الماضية، وسط توقعات باستمرار الأداء العرضي المائل للهبوط، بفعل مبيعات عنيفة ومكثفة للمستثمرين الأجانب، إضافة إلى عمليات جني أرباح طفيفة.
وربط محللون اقتصاديون بين ما تشهده أسواق المنطقة من نزيف متواصل وبين تذبذب أسواق النفط العالمية، وعدم استقرار أسعار النفط بعد ملامسته مستوى الـ50 دولارا خلال تعاملات الخميس الماضي، لكنه عاد ليتراجع بفعل تخمة المعروض وعدم وجود أي توقعات تشير إلى استقرار قريب.
وتعرضت الأسواق لبعض التصحيحات السعرية متأثرة بعوامل نفسية وقرارات شريحة المضاربين اليوميين الهادفة لجني الأرباح السريعة وعمليات إعادة بناء المحافظ المؤسسية المحلية والأجنبية بمراكز مالية جديدة للعديد من الأسهم القيادية.
وتسببت الخسائر المتواصلة في تخارج جماعي للمتعاملين الأجانب وخاصة من أسواق الإمارات، في حالة تشبه الهروب من الخسائر التي تسيطر على الأداء العام لبورصات قطر ودبي وأبو ظبي خلال الفترات الماضية.
وتكبدت غالبية الأسهم المدرجة بالأسواق العربية والخليجية بنسب حادة خلال تعاملات الاثنين، حيث تراجع المؤشر العام لسوق السعودية بنسبة 1.1% إلى مستوى 6360 نقطة، كما أنه تراجع مؤشر بورصة دبي بنسبة 1.6% إلى مستوى 3306 نقطة، وانخفض مؤشر بورصة أبو ظبي بنسبة 0.9% إلى مستوى 4260 نقطة.
وتراجع مؤشر بورصة قطر بنسبة 1.3% إلى نحو 9552 نقطة، وهبط مؤشر بورصة مصر بنسبة 0.4% إلى مستوى 7453 نقطة، وانخفض مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.26% إلى مستوى 5379 نقطة.
وتراجع مؤشر بورصة سلطنة عمان بنسبة 0.9% إلى مستوى 5839 نقطة. بينما كان الرابح الوحيد هو مؤشر بورصة البحرين الذي ارتفع بنسبة 0.2% إلى مستوى 1094 نقطة.
وقال المحلل المالي، محمد رضا، إن الأداء العام للبورصات والأسواق العربية والخليجية لم يخرج عن الأداء السلبي حتى الآن، رغم تعافي أسعار النفط ووصولها إلى مستويات لم تصلها خلال أكثر من عام.
وأوضح رضا في تصريحات لـ"
عربي21"، بأن استمرار النزيف دفع إلى سيطرة الحذر والترقب على أداء المتعاملين، وتمت ترجمة ذلك في شح وغياب السيولة من غالبية الأسواق، ما يشير إلى تخارج عدد كبير من المستثمرين الأجانب من أسواق
الخليج.
وتوقع أن تواصل غالبية الأسواق أداءها العرضي المائل للهبوط، خلال جلسة تعاملات اليوم وحتى نهاية تعاملات الأسبوع الجاري، بفعل عمليات جني أرباح على نطاق واسع، خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك واتجاه عدد كبير من المضاربين إلى تسييل الأسهم والاحتفاظ بقيمتها حتى انتهاء الشهر الكريم الذي تتراجع فيه أحجام وقيم التعاملات بنسب كبيرة.
وفي مصر، شكلت أسهم شركات التطوير العقاري أكبر ضغط على المؤشر مع هبوط سهم "عامر غروب" 5.9% وسهم "بورتو غروب" 3.5%.
ولفت إلى أن المتعاملين الأجانب يتجهون إلى الاحتفاظ بجزء من السيولة مع حلول الإغلاقات، ومراجعة مؤشرات بعض الأسواق بالترتيبات العالمية، واقتراب فترة إجازات الصيف ورمضان.