نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية، تقريرا عن اتخاذ
اللاجئين السوريين في
العراق، السجن القديم في عقرة
ملجأ لهم.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن مبنى سجن صدام حسين، يبدو مخيفا.. "هذا السجن الذي استعمل خلال الثمانينيات كسجن للمقاتلين الإيرانيين في حرب العراق وإيران".
وأضافت أن مدخل هذا السجن مظلم للغاية، "ولكن؛ بمجرد عبوره فإنه يوجد فناء يغمره الضوء"، مشيرة إلى أن اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم "وجدوه ملجأ آمنا بين هذه الأبراج المحصنة".
وأشارت إلى أن السجن القديم موجود في مدينة عقرة التي تقع في جبال كردستان، "وتبعد هذه المنطقة حوالي ساعتين تقريبا عن أربيل، وعلى نحو 40 كيلومترا يقع أول خط للقتال، وفي الطريق الفاصلة بين عقرة وأربيل؛ تتواجد قطعان الماعز والمباني المهجورة".
ولفتت الصحيفة إلى أن الأكراد "الأغنياء بالنفط" عاشوا انتعاشة اقتصادية بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، "لكن الآن مع الصراعات التي تشهدها المنطقة؛ فيبدو أنه قد حصل تخريب لكل شيء"، مضيفة أنه في خضم هذا الدمار؛ حاول لاجئو السجن القديم إعادة الحياة إلى هذه المنطقة، "ففي ركن من الساحة؛ تقوم سيدة ببيع الموز باستخدام ميزان قديم، وفي الطرف الآخر هناك العديد من محلات البقالة التي يسعى بائعوها إلى استقطاب المارة في الشارع".
وتابعت: "زيادة على ذلك؛ فإنه يوجد وراء باب أحمر مركز شرطة صغير، وبالقرب منه توجد المدرسة، وفي مكان قريب منها هناك ممرضة لمعالجة النكسات الخفيفة".
وقالت الصحيفة إنه "منذ وضع برنامج الأغذية العالمي، برنامج البطاقات الإلكترونية، فإن اللاجئيين السوريين والنازحين العراقيين يتحصلون على تمويلات تقدر بحوالي 10 دولارات للشخص الواحد، هذا إضافة إلى المساعدات الأخرى، المتمثلة في منحهم فرص إقامة مشاريع صغيرة لإعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة".
ونقلت "البايس" عن مديرة برنامج الأغذية العالمي في العراق، جين بيرس، قولها إنه منذ سيطرة تنظيم الدولة على الموصل في حزيران/ يونيو 2014، فقد "تكونت حركة نزوح كبيرة، أدت إلى نزوح العديد من الناس إلى هذه المنطقة الشمالية".
وأشارت الصحيفة إلى أن البرنامج الأغذية يوفر المساعدة لـ1.5 مليون شخص في جميع أنحاء العراق، كما أنه "أعد فريق برنامج الأغذية العالمي، في حال تحرير الموصل، خطة طوارئ لمساعدة 700 ألف شخص آخرين".
وقالت إن الجيش العراقي لا يزال يحاصر الموصل، دون التمكن إلى حد الآن من استعادة السيطرة عليها، "وبدعم من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة؛ يقود الجيش العراقي هجمات في المناطق الحضرية بالفلوجة والمدن الرئيسة الأخرى".
وأضافت أن "الأزمة الإنسانية ما زالت متواصلة، وتقدر المفوضية الأوروبية أن ثلث السكان -نحو 10 ملايين شخص- يحتاجون إلى مساعدة، كما أنه تعدى عدد النازحين في العراق الثلاثة ملايين نسمة، ويضاف إلى هذا العدد حوالي 250 ألف سوري استقروا بالبلاد".
ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية عقرة، مازن محمد سعيد، تأكيده وجود عدد كبير من السكان الذين يواجهون يوميا العديد من المصاعب، مع تدهور النظام الصحي، والانقطاع المستمر للإنارة".
وقال سعيد إن "المنطقة فقيرة للغاية، ونحن نرحب بأشقائنا، لكننا نواجه مشاكل خطيرة للغاية"، مشيرا إلى شعوره بوجود قطيعة مع الحكومة العراقية، التي يتهمها بإهمال اللاجئين والنازحين.
وقالت الصحيفة إنه "مثالا على معاناة اللاجئين في سجون صدام السابقة؛ يمكن الحديث عن عبدالكريم السوري، وهو شيخ يعاني من مرض مزمن، انتقل مع كامل أفراد أسرته للعيش في إحدى الغرف الضيقة بسجن صدام".
ونقلت عن السوري قوله إن "الآلام التي أعاني منها حادة للغاية، الأمر الذي يمنعني من الحركة أو العمل"، مضيفة أنه "على الرغم من أن عبدالكريم حرّ الآن، إلا أنه يعتبر نفسه أسير حرب، وأسير مرض، فهذا السجن لم يفقد بعد طبيعته التي تأسس من أجلها، ولا يمكن التعويل عليه لتوفير الحاجيات الضرورية للاجئين".