طيور الحرية بين المنقلب والمنتخب

أردوغان ينتهج الحلول الأمنية والسياسية.. لا سياسة العقاب الجماعي الذي ينتهجه السيسي بسيناء.

هل يستطيع السيسي أن يقف وسط أهالي سيناء علي أرض الفيروز ويصافحهم ويستمع لمظالمهم وشكاواهم؟!!!

بالطبع لا يستطيع.. ولا يجرؤ علي ذلك لأنه ظالم وقاتل.

اردوغان يفتتح مشروعات تنموية بديار بكر. معقل حزب العمال الكردستاني المعارض!! يا لها من شجاعة!!

هذا هو الفارق بين المنقلب الخائن والمنتخب الصالح.

أردوغان لا يعتمد حلولا أمنية فقط لمشاكل دولة كبيرة بحجم تركيا لكن

للأسف فإن سياسة العقاب الجماعي موجودة في اغلب الدول العربية، فمنها مثلاً من يعاقب مدينة او محافظة بأكملها علي أساس عرقي او اختلاف ديني!!

فإذا تم حل هذة الأزمات وتوقفت سياسة العقاب الجماعي كان هذا هو الحل لازمة الطائفية التي تحرق الوطن العربي وتفتته.. وتجعل النار التي تشعلها ايران تنطفئ في مكانها. ولكنه الاستسهال والاستهتار بالشعوب ورخص الدماء. فكلما اعتلى احد الحكام عرشا في بلد من بلادنا كلما أخذ الوطن كله في طريقه وهذه هي اول سكك الندامة لمن يسلكونه.. فمن يحكم لا يتحكم فيه سوى الكراهية لمن يخالفه ومن يختلف معه. وهذه السكك تكون علي الأرجح هي مسوغات تعيينه.. الكراهية تتحكم في مصائر الشعوب. والمرادف لها هو المحاباة والسير في درب النفاق واتجاهات الحاكم. فمن (يعرض) أكثر، ومن يبيع ضميره يضمن وجودا له وسط الحاشية.. اما من يحكم عقله ويذهب بأحلامه لوطن حقيقي يتسم بالعدل ويستطيع كل كفء ان يصل الي المكانة التي يستحقها بحيث تكون المناصب لأهل الكفاءة وليست لأهل الثقة من (المنافقين-منعدمي الضمير)..

في بلادنا العربية دوما كان مصير الحالم ان يمضي عمره اما في المعتقل او أن تتم تصفيته أو علي اقل تقدير الاستبعاد من وظيفته، والتضييق عليه حتي لايستطيع العيش هو وأسرته. فيندم علي انه كان يوماً ساذجاً.. وصدق هذة الشعارات والكتب التي تشرح كيف يعيش وينتعش كل وطن حر. ويتبقي في ذهنه فقط ان الطيور هي التي تستطيع العيش بحرية. ربما فقط حظها العاثر ان تقع في يد صياد ماهر.. ولكنها دائما تحلق في السماء.. وقتها يتمنى هذا المواطن الحالم ان يكون عصفوراً او اي طائر يغرد علي شباك الحرية حتي يكسر تغريده سكون ووحشة الزنازين ويأنس به كل معتقل في سجون الطغاة المستبدين المجرمين.


* إعلامية مصري