"صرخات" مالك عدلي في وادي الانقلاب بمصر.. من يسمع؟

"أنا عاوز أتعامل زي هشام طلعت مصطفى، ولا زي بتوع الأموال العامة، ولا المخدرات حتى"، عبارة أطلقها الحقوقي المعتقل مالك عدلي، من بين عشرات العبارات الغاضبة التي وجهها إلى هيئة محاكمته؛ واصفا بها الانتهاكات المتعددة التي يتعرض لها في معتقله.
 
وقال عدلي في كلماته التي نقلتها صفحة "مالك عدلي حر" في " فيسبوك": "أنا مش عاوز أخرج، وعاوز أتحبس، وده تمن أنا عارف إني بدفعه.. أنا عاوز أتعامل زي أي سجين.. أنا بتعامل أسوأ معاملة وكأني جاسوس إسرائيلي.. أنا عاوز أتعامل زي الجواسيس الإسرائليين".

وأضاف باللهجة العامية: "أنا على فكرة مصري والله، وعندي 35 سنة، وعندي بنت عندها سنتين عايز أربيها.. أنا بقالي 40 يوم مبشوفش الشمس غير وأنا جاي جلسة التجديد.. أنا ما فيش حتة في جسمي سليمة من النوم على الأرض.. أنا مبعرفش أنام غير تلات ساعات بالكتير كل يوم، وكلهم كوابيس، وكل ما بفتكر إني لو حصلي حاجة محدش هيلحقني معرفش أنام".

وتابع عدلي: "أنا طلبت من إدارة السجن تشيل كل العلاج اللي قدامي؛ علشان مَنْتحرش، أنا ممكن بسهولة جدا أعمل ده، فقولولي إنتوا عاوزين مني إيه؟ أقطع شراييني وانتحر؟ أنا مش لاقي حد أكلمه غيرك دلوقتي، وأنا مبقتش استحمل، ومش بقول الكلام ده علشان مش عاوز اتحبس، لا، أنا بقول لحضرتك أنا عاوز اتحبس، وكل اللي عاوزه إني أتعامل في السجن وفقا للقانون ولائحة السجون".

عينة من 60 ألف

وعقب النائب في البرلمان الشرعي، حاتم عزام، على صفحته في "فيسبوك" بالقول: "مالك عدلي عينة من 60 ألف معتقل بسبب رأيه السياسي المدافع عن مستقبل وطنه كما يراه".

وأضاف أن "أغلب هؤلاء المعتقلين لأكثر من عامين وثلاثة أعوام الآن؛ هم الذين دافعوا ويدافعون عن إرادة الشعب الديموقراطية الحرة، التي حينما أهدرت؛ أهدرت كل الحقوق بعدها، بما فيها الدماء و الأعراض، وحتى الأرض التي اعتقل بسبب الدفاع عنها مالك عدلي ورفاقه".

وبين أن "استعادة الأرض والحقوق تبدأ باستعادة إرادة الشعب وامتلاكه لقراراته"، مطالبا بـ"الحرية لمالك عدلي، ولكل مصري يدافع عن حقوق وطنه، ولـ60 ألف مصري شريف معتقل من سلطة مجرمة، ولمصر كلها".

صحته متدهورة

أما المحامي في مركز هشام مبارك، عمرو إمام، فقال عبر "فيسبوك": "أنا شفت مالك امبارح في تجديد حبسه، رغم قوته ونظرة الإصرار والتحدي اللي في عينه، ورأسه المرفوعة، بس كان واضح وضوح الشمس كمية الألم والتعب الصحي اللي بيعاني منه".

وأردف: "مالك لونه أصفر وباهت، وباين على جلد وشه وإيده علامات حمراء من سوء التهوية، وعدم تعرضه للهواء والشمس، وطبعا ما خفي تحت الهدوم أعظم.. دا بالإضافة إلى إنه مشيته مش طبيعية، في زجة في رجله وهو ماشي، ودا لاحظته لما نزلت أشوفه بعد الجلسة تحت في الحبسخانة، ودا من قلة الحركه، وبرضو من قلة تعرضه للهواء والشمس، دا بالإضافة إلى إنه ركبته بقى فيها مشاكل، وطلب ركبة طبية، وزوجته أسماء اديتهاله امبارح وهو في الجلسة، واستخدمها بالفعل، والنيابة سمحتله يستخدمها ويلبسها وهو في الجلسة".

وتابع إمام: "بالإضافة إلى أن مالك مريض ضغط مرتفع، وفي موجة الحر دي الخطر بيبقى مضاعف عليه.. باختصار؛ مالك عدلي في خطر واضح على صحته، وفي تعمد من السلطة بالتنكيل بمالك، وإهمال متعمد في رعاية مالك الصحية".

واختتم قائلا: "دول مصرّين على إنه حالته الصحيه تسوء، يعني قتل وموت بالبطيء، أو يوصلوه لليأس لدرجة تخليه بيفكر في الانتحار، زي ما قال للنياية امبارح.. مالك قاعد في زنزانة انفرادية من 42 يوم، خرج فيهم 4 مرات المحكمة، غير كده هو في أوضه 2 متر في 2 متر 24 ساعة في الـ24 ساعة".

وكانت قوات الأمن المصرية قد اعتقلت الناشط والمحامي الحقوقي مالك عدلي في مطلع مايو/ أيار المنصرم، تنفيذا لقرار النيابة العامة بضبطه، للتحقيق معه على خلفية "التحريض على التظاهر" فيما سمي بـ"جمعة الأرض" في 25 أبريل/ نيسان الماضي، احتجاجا على "تنازل" نظام السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية.