كشفت مصادر خاصة لـ"
عربي21"، السبت، عن الساعات الأخيرة للمعارك التي خاضتها القوات
العراقية ضد
تنظيم الدولة في مدينة
الفلوجة، وانتهت بانسحاب الأخير وسيطرة القوات الأمنية على مركز المدينة ومبنى قائمقامية القضاء (المجمع الحكومي) ومعظم أحياء المدينة.
وقالت المصادر، إن "مواجهات عنيفة دارت بين القوات الأمنية ممثلة بجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والجيش العراقي من جهة، وبين تنظيم الدولة من جهة أخرى، استمرت لثلاثة أيام، إلا أن التنظيم انسحب الجمعة ولم تستمر مقاومته لساعات معدودة".
وأوضحت، أن "أوامر وصلت لعناصر التنظيم قبل يومين بالانسحاب من المدينة، فيما عمد قبل انسحابه إلى إشغال القوات الأمنية بالانتحاريين والقناصة والسيارات المفخخة، إضافة إلى تفخيفخ عدد قليل من المنازل، والسماح لأهالي المدينة بمغادرتها".
ووفقا للمصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، فإن "تنظيم الدولة انسحب من المدينة بمائة سيارة بكامل تجهيزها العسكري، تقل قادة التنظيم بقيادة شخص يدعى البيلاوي (ليس ماهر البيلاوي الذي أعلنت واشنطن عن مقتله) بعدما حرق عددا كبيرا من منازل المواطنين وغطت غمامة من الدخان الأسود المدينة".
وأشارت المصادر إلى أن "تنظيم الدولة عمد إلى تغطية سماء المدينة بالدخان الأسود بهدف تظليل طيران التحالف الدولي، تمهيدا لانسحابه مع آلياته العسكرية، وفعلا اختفت آلياته عندما دخلت القوات الأمنية المدينة، فيما لا تزال جثث عناصره تحت أنقاض المباني المقصوفة".
وانسحبت أعداد كبيرة من عناصر تنظيم الدولة إلى مناطق شمال الفلوجة وهي: "الجولان، والأزركية، والنساف، والمعلمين، والجغيفي، والضباط، والعسكري"، فيما يتوقع أن تشهد الساعات المقبلة اقتتالا عنيفا في حي الجولان، حسبما ذكرت المصادر.
"الحشد" بزي قوات الأمن
وأكدت المصادر لـ"
عربي21"، أن أعدادا كبيرة من مليشيات الحشد الشعبي دخلت مدينة الفلوجة متنكرة بزي قوات الشرطة الاتحادية، وقامت بوضع راية "الحسين" فوق جامع الشيخ حمزة على الشارع العام بجانب الجسر الجديد وسط المدينة.
وأضافت أن عمليات سلب ونهب تجري لمنازل أهالي الفلوجة على يد مليشيات الحشد الشعبي، في مناطق قرى زوبع العرسان والخضير، حث إن المليشيات تسارع إلى وضع لوحات خاصة بها بدلا من (أرقام السيارة) التي تسرقها، وتنسبها إليها.
إقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": هذه التوجيهات الجديدة للمليشيات بالفلوجة
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مساء الجمعة، تحرير مدينة الفلوجة، غرب البلاد، من قبضة تنظيم الدولة بشكل تام بعد أقل من شهر على انطلاق العملية العسكرية.
وقال العبادي في بيان له: "لقد وعدنا بتحرير مدينة الفلوجة، وقد عادت الفلوجة إلى حضن الوطن، وقواتنا البطلة تحكم سيطرتها على داخل المدينة وقلب الفلوجة، وما زالت هناك بعض البؤر التي تحتاج إلى تطهير خلال الساعات المقبلة".
وخاطب العبادي النازحين من أهالي الفلوجة قائلا: "اليوم نريد أن يكون هناك أمن وسلام في هذه المدينة، لعودتكم وللعيش فيها، ونتأسى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة)".
إقرأ أيضا: العبادي يعلن عن تحرير الفلوجة من قبضة "داعش" (فيديو)