كشف محققون
مصريون أن عمليات تحليل
الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط الشهر الماضي، تواجه صعوبات بسبب ما قالوا إنها تلفيات شديدة أصابت الصندوقين.
وقالت مصادر من لجنة التحقيق في الحادث الأحد، إن الأمر سيتطلب "وقتا وجهدا كبيرا" لإصلاح ما بهما من تلفيات شديدة قبل البدء في تفريغ محتوياتهما.
وقالت اللجنة إنها بدأت في تحليل بيانات الجهازين بحضور ممثلين من فرنسا والولايات المتحدة، وهو أمر محوري لمعرفة سبب تحطم الطائرة في 19 أيار/ مايو، أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة.
وأضافت في بيان، أنه "تم تحرير وحدات الذاكرة من الجهازين بمعامل الإدارة المركزية للحوادث بوزارة الطيران المدني، تمهيدا للبدء في مرحلة التجفيف التي تمت في مركز البحوث الفنية للقوات المسلحة".
وذكر البيان أن المحققين يجرون في الوقت الحالي اختبارات كهربائية لوحدات الذاكرة الخاصة بالصندوقين، يعقبها مرحلة تفريغ المعلومات.
وإذا تبين أن مسجل محادثات قمرة القيادة في حالة جيدة، فإنه سيكشف الحوارات بين الطيارين وأي إنذارات انطلقت في القمرة، إلى جانب أي خيوط أخرى تقود لمعرفة ما حدث، مثل صدور ضوضاء عن المحرك. لكن خبراء في حوادث الطيران يقولون إنه ربما يعطي لمحة محدودة عما سبب الحادث.
وبوجود مسجل البيانات تصبح فرصة المحققين أكبر في اكتشاف السبب، بشرط أن تكون الشريحة في حالة جيدة.
ويحتاج المحققون إلى مزيد من التحليل لوحدتي الذاكرة قبل تحديد ما إذا كان إصلاحهما سيتم داخل مصر أو خارجها.
وعثرت فرق البحث على الصندوق الأسود الذي يسجل الأصوات داخل قمرة القيادة يوم الخميس، وقالت إن به تلفيات، لكن وحدة الذاكرة بحالة جيدة. ثم عثرت فرق البحث على مسجل بيانات الطائرة يوم الجمعة.
وبينما لم يستبعد أي تفسير للكارثة حتى الآن، فإن مسؤولين حاليين وسابقين بصناعة الطيران يزداد اعتقادهم بأن السبب الرئيس في الحادث يتعلق بالأنظمة التقنية في الطائرة أكثر من كونه عملا تخريبيا متعمدا.
وفي العديد من حوادث الطيران التي وقعت على ارتفاع شاهق، ألقي باللائمة على مزيج من المشاكل التقنية وأخطاء الطيارين.
وهذه هي ثالث ضربة لصناعة الطيران المصرية منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.