ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن بريندان كوكس، زوج البرلمانية البريطانية
جو كوكس، التي قتلها يميني متطرف يوم الخميس، وصفها بأنها كانت ضحية لأفكارها السياسية.
وينقل التقرير عن كوكس، الذي عمل مستشارا لرئيس الوزراء السابق غوردون براون، ويعمل مديرا تنفيذيا لمؤسسة "سيف ذا تشيلدرن"، قوله إن زوجته كانت قلقة قبل وفاتها من إثارة الكراهية في الحملة التي خاضها معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأضاف أنها كانت تخشى من نبرة النقاش قبل مقتلها أمام مكتبها في منطقتها الانتخابية في باتلي وسبين.
وتورد الصحيفة نقلا عن كوكس قوله لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "أعتقد أنها كانت قلقة من أن لغة التواصل كانت خشنة، بدرجة دفعت الناس إلى تبني مواقف متطرفة، وأن الناس لم يعودوا يعملون مع بعضهم، بل يتعاملون بطريقة قبلية ودون تفكير".
وأضاف كوكس: "كانت بالتحديد قلقة، وتحدثنا عن هذا بشكل منتظم، عن مسار السياسة ليس في
بريطانيا فقط، ولكن على المستوى الدولي أيضا، حيث يتم خلق انقسامات، واللعب على مخاوف الناس بدلا من إخراج أفضل ما لديهم من مواهب، وظلت تتحدث عن هذا كثيرا، وكان هذا ما يثير خوفها".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن كوكس وصف زوجته بأنها "ذات طاقة خارقة، ومبعث للفرح"، مستدركا بأنه رغم المشكلات التي واجهتها في عملها، وتلقيها تحرشات، إلا أنها أحبت عملها بصفتها نائبة في البرلمان، ويقول: "كانت تحب الحديث مع الناس ممن يواجهون مصاعب، ومساعدتهم على حلها، سواء كانت تلك المشكلات تتعلق بمصارفهم الصحية، أو بأبنائهم الذين يعانون من مشكلات في التوحد، ومساعدتهم للحصول على تحويل للمستشفى، كانت تحب المساعدة، وفي كل مرة كانت تذهب إلى مكتبها كانت تتأخر عن موعد القطار؛ لأنها كانت راغبة بمساعدة أبناء منطقتها الانتخابية".
وتلفت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أشار إلى مواقفها المؤيدة لأوروبا، مشيرة إلى أنه عندما سئل زوجها عما إذا كان قلقا من استخدام وفاتها في النقاش العام الدائر حول الاستفتاء، أجاب: "كانت سياسية، ولديها
آراء سياسية قوية، وأعتقد أنها قتلت بسبب هذه الآراء، وأنها ترغب بالدفاع عنها ميتة، كما كانت حية".
ويفيد التقرير بأن كوكس عبر عن قلقه على ولديه وحمايتهما، وتقديم الدعم لهما، وقال إن الدعم العام، والتعبير عن المشاعر، يعطيان ولديه دعما بأن ما يشعران به هو المشاعر ذاتها التي يحملها الناس لوالدتهما، التي كان الناس يحبونها ويقدرونها بشكل كبير.
وتذكر الصحيفة أن كوكس قال إنه سيحاول الحفاظ على كل لحظة قضاها مع زوجته ويحميها، حيث يتذكر زوجته بالقول إنها "واجهت العالم بالحب، حب ولديها وعائلتها وحب الناس الذين لم تكن تعرفهم"، وأضاف أن زوجته تعاملت مع الأمور "بروح عالية، فهي لم تكن كاملة، لكنها كانت تريد أن تجعل من العالم مكانا جيدا، وكانت تأمل بالمساهمة فيه، ونحن نحبها جدا".
وينوه التقرير إلى أن 30 نائبا انضموا للبرلمان مع جو في عام 2015، قاموا بالمشاركة في فيديو، دعوا فيه الرأي العام إلى رفض "سياسات الكراهية"، التي أسهمت في مقتلها، ووصفت المجموعة جو بـ"الصديقة والأم والمدافعة والدولية والناشطة الأنثوية والفخورة بجذورها في يوركشاير".
وتنقل الصحيفة عن النائب عن منطقة إلفورد ويس ستريتنغ، قوله إن "الحقد الذي قصم عمر صديقتنا في ربيع عمرها يجب رفضه، ويتطلب منا الوضع الحالي الإجابة عن السؤال الكبير: ما هي طبيعة البلد الذي نريده؟".
وبحسب التقرير، فإن بريندان سئل عما إذا كان سيرشح نفسه في منطقة زوجته الانتخابية، فأجاب بالنفي، وقال: "أولويتي هي التأكد من حماية أولادي، حيث كانت جو ناشطة أنثوية، ودافعت عن ترشيح نساء للبرلمان، وستشعر بالضيق مني لو قررت ذلك".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن 1500 نائب من 40 دولة قالوا في رسالة إن جو تم "خطفها بطريقة وحشية، ودون إحساس"، لافتة إلى أن صندوق دعم لجمع التبرعات توزع على الجمعيات التي كانت تفضلها كوكس، جمع أكثر من مليون جنيه إسترليني.