نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا للكاتبة فيونا هاميلتون، تقول فيه إنه قبل شهر، كان قادة مكافحة الإرهاب البريطانيون يقللون من شأن اليمين المتطرف، ويؤكدون أهمية مواجهة المؤامرات والخطط التي يقوم بها متعاطفون مع تنظيم الدولة، أو مشتبه بعلاقتهم به.
ويشير التقرير إلى أن ضابطا كبيرا في مكافحة الإرهاب أكد أهمية التركيز على المتشددين الإسلاميين، وقال إن صورة التهديد على أوروبا لا تأتي من "اليمين المتطرف على أي حال".
وتقول هاميلتون إنه "في ضوء المذابح الأخيرة، التي قام بها متشددون إسلاميون في كل من باريس وبروكسل، والمؤامرات الكثيرة التي أحبطت في
بريطانيا، فإنه ليس من المستغرب أن يتم التركيز على التشدد الإسلامي لا اليمين المتطرف، حيث إن زيادة الهجمات الإرهابية بشكل لافت، وصعود ما تسمي نفسها الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، كانا دليلا على الخطر الإسلامي".
وتستدرك الصحيفة بأن حملة "أمل لا كراهية" حذرت من خطورة اليمين المتطرف أيضا، حيث قالت إن هذا التيار بدأ بالظهور والانتعاش في بعض الجيوب حول بريطانيا، وإنه يجب عدم التقليل من شأنه، مشيرة إلى أن تظاهرات اليمين المتطرف في تزايد، مع أن الأعداد المشاركة فيها ليست كبيرة، منذ صعود وانهيار الحزب القومي البريطاني ومجلس الدفاع الإنجليزي.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن انهيار هاتين المنظمتين أدى إلى ظهور منشقين عنهما، يشكلون خطورة أكبر وأكثر ميلا للترويج للعنف وارتكابه، حيث إنه في كانون الثاني/ يناير، نظمت جماعات يمينية احتجاجات في ميناء دوفر؛ احتجاجا على استقبال بريطانيا اللاجئين، وضمت الجبهة الوطنية، تحالف جنوب شرق، والوطنيين الإنجليز في شرق كينت، مشيرا إلى أن هؤلاء تشاجروا عندما واجههم ناشطون في الحملة المعادية للفاشية، وشوهد بعض أعضاء اليمين وهم يحيون بعضهم بالتحية النازية والسواستيكا.
وتنوه الكاتبة إلى أن هناك زيادة بنسبة 70% في الهجمات المعادية للمسلمين، وذلك بعد هجمات تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث إنه في عام 2013، قام شخص أوكراني باغتيال رجل مسلم، وخطط لتفجير مسجد في ويست ميدلاند، لافتة إلى أن هذا تذكير بأنه من الحمق تجاهل اليمين المتطرف.
وتذكر الصحيفة أنه في العام ذاته، حذر مدير وحدة مكافحة الإرهاب تشارلز فار، من أن الهجمات التي ينفذها "ذئب متوحد" من اليمين المتطرف في تزايد مستمر، حيث قال إن هؤلاء لديهم القدرة على جمع السلاح، مشيرا إلى أن كميات الأسلحة الكبيرة التي عثر عليها في السنوات الماضية كانت في حيازة اليمين المتطرف.
ويورد التقرير أن قائد الشرطة، الذي يتولى قيادة برنامج "
بريفنت" لمكافحة التشدد، أخبر صحيفة "الغارديان" أن هناك تباينا في العنف وأشكاله، مع أنه يركز على التشدد الديني، وكشف عن أن عناصر اليمين المتطرف، الذين تتم إحالتهم إلى برنامج مكافحة التشدد في يوركشاير، يشكلون نسبة نصف الحالات، ويشكلون نسبة 30% من الحالات في إيست ميدلاند.
وتفيد هاميلتون بأنه تم التعاطف مع قاتل البرلمانية
جو كوكس، حيث شاركت رموز معروفة في اليمين المتطرف بالتعبير عن تعاطفها مع القاتل، مشيرة إلى أن شرطة نورث أمبريا بدأت بالتحقيق في الحادث، عندما أرسلت الجبهة القومية، التي تدعو إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، تغريدة قالت فيها: "بقي 649 نائبا".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك جماعة مرتبطة بمقتل جو كوكس، التي تدعى "نوتس كاتشوال إنفدلز"، تقول: "عرفنا أن الأمر مسألة وقت، قبل أن نتحرك للمرحلة القادمة، بعد أن تعرضنا للسخرية، ومنذ مدة طويلة".