علمت "
عربي21" أن الخلافات التي نشبت سابقا بين
الإمارات والحكومة الشرعية في
اليمن لا تزال مستمرة، فيما قال مصدر يمني مطلع إن تصريحات وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش التي أثارت جدلا مؤخرا ربما جاءت بسبب هذه الخلافات.
وكان قرقاش قد أعلن خلال محاضرة في أبوظبي بحضور ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد أن الحرب باليمن في حكم المنتهية، وهو ما أثار جدلا حول ما إذا كانت الإمارات ستواصل العمل إلى جانب
السعودية في التحالف العربي من أجل إعادة الشرعية إلى اليمن أم لا، إلا أن قرقاش سرعان ما تراجع عن تصريحاته وأوضح بأن الإمارات ستظل تقاتل إلى جانب السعوديين، وأنها مستمرة في الوقوف إلى جانب التحالف.
وقال مصدر يمني مطلع لــ"
عربي21" إن تصريحات قرقاش ربما جاءت كرد فعل على الخلافات مع الحكومة اليمنية الشرعية، حيث لا تزال الإمارات غاضبة من الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر بعد إقالة خالد بحاح المقرب من أبوظبي، والذي كان يشغل منصبي نائب الرئيس ورئيس الحكومة.
ويقول مسؤولون يمنيون إن فاعلية الإمارات في الجوانب الخدمية والتنموية أصبحت أقل من السابق خاصة بعد انتقال الحكومة اليمنية برئاسة أحمد عبيد بن دغر إلى
عدن بكاملها في ظل تأكيدات رئيس الحكومة بأنه انتقال نهائي.
وأضاف المسؤولون أن السلطات الإماراتية عبرت بطرق مختلفة عن عدم رغبتها في دعم الحكومة التي يرأسها بن دغر ويقولون إنها لا زالت تضغط على الرئيس هادي وعلى المسؤولين السعوديين من أجل إعادة بحاح إلى الحكومة.
وكان أنور قرقاش نقل عن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد قوله إنه أدرك مبكرا بأن الشرعية اليمنية ليست في البقاء بالمنافي والفنادق وإنما داخل اليمن ومواجهة الانقلابيين، في إشارة واضحة إلى بقاء الرئيس هادي وحكومته في المملكة العربية السعودية.
ولا يبدو أن علاقة هادي وأبوظبي ستشهد انفراجا خلال الفترات القادمة خاصة أن الإمارات تعتبر إقالة بحاح إساءة لها وتهميشا لدورها في اليمن.
وقال مسؤول يمني إن المسؤولين الإماراتيين المتواجدين في عدن يعبرون بشكل واضح عن عدم ارتياحهم لرئيس الحكومة الجديد بن دغر وأن الوعود الإماراتية بحل مشكلة الكهرباء ليست كما تتحدث عنها وسائل الإعلام.
وأضاف المسؤول أن التصريحات التي أطلقها بن دغر فيما يخص التزامه بالوحدة اليمنية ووعيده بمحاسبة المتسببين في ترحيل مواطنين شماليين من عدن لا تروق لأبوظبي ولا المسؤولين الموالين لها الذين يشجعون التحركات الانفصالية التي تدعو إلى تقسيم اليمن.
وأضاف أن الإمارات أصبحت تعتمد اعتمادا كاملا في عدن على الوزير السلفي هاني بن بريك وقيادته لقوات الحزام الأمني التي تسيطر على عدن، وهو ما ينذر بانفجار الوضع في أي وقت بين الحكومة والمسؤولين الموالين للإمارات في عدن في ظل أحاديث عن عودة قريبة ونهائية للرئيس اليمني إلى عدن.