يعيش
طلاب جامعة
دمشق في هذه الأوقات ظروفا استثنائية خلال تقديمهم امتحانات الفصل الدراسي الثاني، وذلك بعد الانقطاع المتتالي للكهرباء عن قاعات الجامعة أثناء تأدية الطلاب الامتحانات النهائية، حيث يضطرون لاستخدام الشموع وأضواء الهواتف النقالة بطلب من إدارة الجامعة.
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والمنشورات الغاضبة من وزارة التعليم العالي، ووزير كهرباء النظام عماد خميس، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، فيما اتهم آخرون النظام بتسخير كل إمكانياته لخدمة آلة الحرب العسكرية، وعدم الاكتراث بواقع الطلبة والمواطنين المدنيين على حد سواء، بحسب تعليقاتهم على بعض الصفحات الموالية للنظام.
وفي اتصال خاص بطالبة في جامعة دمشق، طلبت التعريف بها باسم "سلمى"، قالت لـ"
عربي21": "تكررت مسألة الانقطاع في امتحانات كليات التريبة والاقتصاد والأدب العربي والفرنسي، الأمر الذي لاقى تذمرا كبيرا من الطلاب بسبب ضياع تعبهم خلال السنة وشعورهم بالظلم والإهمال".
وأكدت سلمى، وهي طالبة في كلية الحقوق، أن استكمال تقديم المواد بدون كهرباء وعلى ضوء الهواتف أمر غير محتمل إطلاقا، وخاصة أن درجات الحرارة مرتفعة جدا بالتزامن مع صيام شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى عدم اكتراث إدارة الجامعة، ومن خلفها المسؤولين عن السلك التعليمي، بمستقبل الطلبة، بحسب تعبيرها.
وردا على ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار وصور تظهر القاعات الامتحانية مظلمة بالكامل، أشارت وزراة التعليم العالي التابعة للنظام؛ إلى أن هذا الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي؛ يحصل نتيجة خروج المولدات عن العمل بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وشح المحروقات التي تشغلها.
ومن جانبه، أوضح طالب كلية الاقتصاد محمود النقري، لـ"
عربي21" أن عددا كبيرا من الطلاب انسحبوا من الامتحانات بسبب عدم حل مشكلة
الكهرباء، "وعدم احترام الجامعة للمجهود المبذول من قبلنا لاستكمال التعليم والدراسة في ظل اشتعال الحرب وتوهجها يوما بعد يوم، وتحول
سوريا لأخطر بلد في العالم"، بحسب وصفه.
وتابع النقري :"لو صرفت الأموال التي يتم تسخيرها يوميا لاستمرار الحرب في سوريا وعدم إيقافها في الجوانب التعليمية والإبداعية لكانت سوريا مليئة بالعلماء والمبدعين، أما اليوم فجامعة دمشق والتي كانت من أهم
الجامعات على المستوى العربي طلابها يمتحنون بلا كهرباء".
ويشار إلى أن جامعة دمشق هي جامعة حكومية تتبع مباشرة لوزارة التعليم العالي، ويعود الواقع الخدمي والأمني والإداري داخل حرم الجامعات الحكومية إلى سلطة النظام مباشرة.