ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن مدير المخابرات الفرنسية حذر مما أسماها "
الحرب الأهلية" بين المسلمين وجماعات
اليمين المتطرف.
ويشير التقرير إلى أن رئيس مديرية الأمن الداخلي باتريك كالفر، كشف عن هذا الأمر في شهادة له أمام البرلمان الفرنسي، بعد سلسلة من الهجمات التي نفذت في باريس بين كانون الثاني/ يناير، وتشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، التي قتل فيها حوالي 147 شخصا، لافتا إلى أن معظم الذين نفذوا العمليات هم مواطنون فرنسيون من أصول شمال أفريقية، ما دفع اليمين المتطرف إلى المطالبة بحملة قمع ضد المهاجرين.
وتورد الصحيفة أن كالفر (60 عاما)، حذر من أن اليمين المتطرف يقوم بتجميع سلاح وبكميات كبيرة؛ لشن هجمات ضد المساجد والمعابد، وقال: "أعتقد أننا سنربح الحرب ضد الإرهاب"، لكنه توقع "مواجهة بين اليمين المتطرف والعالم الإسلامي"، وأضاف: "نحن على شفا حرب أهلية، وأعتقد أن المواجهة ستحصل، وتحتاج إلى هجوم أو هجومين، والأمر عائد لنا، لاستباق الأمر، وتوقع الجماعات التي ستقوم بإثارة هذه الهجمات ومنعها".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن كالفر صرح بهذا الكلام في نهاية التحقيق الذي أجراه البرلمان في 24 أيار/ مايو، إلا أن كلامه سرب للصحافة الفرنسية يوم أمس، حيث قال: "عندما تنطلق الشرارة، فإنها ستشعل البارود، بشكل يحول
فرنسا إلى بلد خارج عن السيطرة، وتقوم فيها الجماعات المسلحة بتحقيق العدالة بيدها، وسنرى دولة متداعية، يتداولها معسكران عنيفان يريدان الانتقام، أين ستقف دوامة العنف؟"، وأضاف: "لا يمكن استبعاد أي شيء في بلد متفجر مثل فرنسا اليوم".
وتنقل الصحيفة عن كالفر قوله إنه يخشى من عمليات انتقامية في الضواحي، حيث يجبر السكان على دفع ثمن الجرائم التي تقوم بها أقلية، وأشار إلى الاعتداءات الجنسية في ليلة رأس السنة في ألمانيا، وقال إنه يخشى من قيام اليمين المتطرف بإصدار قرارات فورية ضد جرائم "الاغتصاب الجماعي"، التي قام بها أشخاص من أصول شمال أفريقية في مدينة كولون، ولم تتم إدانة أي شخص، حيث تقول الشرطة الألمانية إن صور الكاميرات المغلقة ليست واضحة بشكل جيد، ما جعلها تصرف النظر عن توجيه اتهام لأي شخص.
ويورد التقرير أن كالفر يرى أن السيناريو الكابوسي الذي يتخيله يمكن أن يطبق على أي بلد جار لفرنسا، بما في ذلك بريطانيا، ويقول: "هذا ما يقلقني عندما أتحدث مع زملائي الأوروبيين، يجب علينا في مرحلة ما أن نخصص المصادر لمواجهة الجماعات المتطرفة؛ لأن المواجهة محتومة"، ويضيف أن الجماعات المتطرفة، يمينية أم إسلامية، تعرف أن هناك ضعفا في النظام الأمني الأوروبي، بشكل تقوم فيه جماعات صغيرة بإثارة "الحد الأقصى من الفوضى".
وتكشف الصحيفة عن أن كالفر طالب بتخصيص ميزانيات مالية لتسليح قوات الأمن، ومنحها سلطات قانونية أوسع؛ لتتمكن من القيام بمراقبة المشتبه بهم واعتقالهم، لافتة إلى أنه "مقتنع" بقيام تنظيم الدولة بتغيير أساليبه، والاعتماد على سلاح آخر، غير بندقية "إي كي-47" والأحزمة الناسفة، وقال إن هناك خشية من استخدام التنظيم للسيارات المفخخة والمتفجرات، بشكل يسمح للإرهابيين بالضرب دون أن يعرضوا حياتهم للخطر.
ويورد التقرير نقلا عن كالفر قوله: "أنا مقتنع بأنهم سيستخدمون السيارات المفخخة والمتفجرات لزيادة قوتهم، ونعرف جيدا أنهم سيستخدمون هذا الشكل من العمليات، بالإضافة إلى إرسال فرق كوماندوز تخطط للعمليات دون المشاركة فيها"، مشيرا إلى إمكانية استخدام الإرهابيين "قنابل قذرة" ومادة الريسين الطبيعي.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى قول كالفر إن الجماعة الإسلامية المقاتلة في الجزائر حاولت وضع مادة الريسين على أبواب السيارات في حربها نهاية القرن الماضي، لافتا إلى أن الجماعات المتشددة قامت بدراسة هذا الأسلوب في شمال العراق، ووادي بانسكي في جورجيا، الذي كان معقلا قويا للمقاومة الشيشانية.