قالت مصادر إعلامية تابعة للمعارضة السورية في ريف حمص الشرقي وسط سوريا، إن إعادة إعمار المناطق المهدمة في مدينة
تدمر الأثرية، والتي تجري بمساعدة قطاع الإعمار الروسي، تستهدف غالبية مشاريعها إعادة ترميم وإعمار المناطق والمنشآت التي تقيم بها الوحدات العسكرية الروسية والميليشيات الشيعية دون أن تطال هذه الأعمال منازل المدنيين السوريين المدمرة، وقسم كبير من المباني التحتية في المدينة.
الوسائل الإعلامية المعارضة بينها تنسيقية المدينة وناشطون ميدانيون، أكدوا تواصل الأعمال المكثفة من قبل جهات روسية وأخرى داعمة بإعادة تجهيز وبناء المناطق السكنية والعسكرية التي اتخذتها القوات البرية الروسية وقوات من نخبة الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية مقرات لها عقب سيطرتهم على المدينة، التي تضررت إبان المعارك مع
تنظيم الدولة في شهر آذار/ مارس من العام الجاري، وسط حالة إهمال للأهالي العائدين للمدينة ومنازلهم التي تعرضت للتدمير من قبل الطائرات الروسية وصواريخ
النظام السوري.
الناشط الميداني في ريف حمص "صالح الحمصي" أشار بدوره إلى احتلال بعض المنازل السكنية أو المقار الحكومية من قبل القوات الخاصة الروسية محولة غياها إلى ثكنات عسكرية خاصة بها، يمنع على المدنيين الاقتراب منها، كما عملت القوات الروسية على نصب حواجز عسكرية خاصة بها للتفتيش والتدقيق.
وقال الحمصي في اتصال هاتفي مع "
عربي21": "أبناء مدينة تدمر يشاهدون يوميا تسخير قوات النظام السوري مقدرات الدولة السورية لصالح القوات الروسية وصولا للميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية، وسط إقامة العناصر الروسية في مناطق موصولة بالكهرباء والماء والإنترنت والشبكات الطرقية، فيما تعاني بقية أرجاء المدينة من أوضاع معيشية وسكنية وخدمية سيئة للغاية".
ونوه المصدر، إلى أن مئات الموظفين القاطنين في محافظة حمص والعاصمة دمشق ما زالوا ينتظرون تطبيق النظام السوري للوعود التي قدمها لهم حول إعادتهم إلى العمل في الدوائر الحكومية السورية لمزاولة أعمالهم، انتظارا وصفه الناشط بـ"التسويف والمراوغة" من قبل المسؤولين عن الملف في نظام الأسد، بسبب تنصلهم المستمر من إعادة الموظفين إلى أعمالهم بحجج وذرائع لم تجد طريقها إلى النهاية.
الناشط الميداني تحدث عن أوضاع معيشية قاسية تعيشها العائلات السورية التي عادت إلى منازلها في مدينة تدمر، وكذلك العائلات التي ما زالت تتخذ من حمص ودمشق مواقع إقامة لها، مصاعب تتصاعد إثر توقف الأعمال والمهن، وانخفاض قيمة الليرة السورية، والإيجارات السكنية العالية في حمص ودمشق، وسط انعدام أي مورد مالي للنازحين أو العائدين إلى تدمر.
بدوره، قال الناشط الإعلامي "صقر الحمصي" بأن تنظيم الدولة بات اليوم على مسافة 6 كيلومترات فقط من مدينة تدمر الأثرية، كما أن التنظيم يتمركز اليوم في منطقة "سبخة الموح" جنوب شرقي تدمر، مشيرا إلى أن التنظيم بدأ باتباع أسلوب الاستنزاف ضد قوات النظام السوري المتمركزة شرق مطار تدمر العسكري وكذلك تنفيذ هجمات ليلية على أطراف المدينة.
وأردف "الحمصي" أن مدينة "تدمر" تعتبر اليوم هدفا للتنظيم، وأن الأخير يسعى لإعادة السيطرة عليها ولكن بطريقة الحرب الطويلة الأمد ومعارك الاستنزاف بغية إنهاك خصومه قبل تنفيذ هجوم بري موسع على المدينة.
ورأى الناشط أن تنظيم الدولة بات يتبع أيضاً سياسة تشتيت لقوات النظام السوري والميليشيات الموالية له في مدينة تدمر، من خلال تنفيذ هجمات على القرى الموالية له في "جب الجراح" وغيرها، ولكن حتى الساعة ما زالت هنالك مصاعب حقيقية أمام قدرة التنظيم على السيطرة على المدينة ومن أهم عواملها الثكنات العسكرية الضخمة لقوات النظام السوري والقوات البرية الروسية، وسلاح الجو الروسي، ولكن الأحداث الحالية تنذر بأن الأشهر القادمة سيكون فيها الريف الشرقي على صفيح ساخن، حسب تعبير الناشط.