وزير الداخلية التركي يتحدث عن تفاصيل مواجهة الانقلابيين
عربي21 - زينب أحمد26-Jul-1602:34 PM
0
شارك
وزير الداخلية التركي
نشرت صحيفة "حرييت" التركية مقابلة صحفية مع وزير الداخلية التركي أفكان آلا، تحدّث فيها عن الإجراءات التي تم اتخاذها لإجهاض محاولة الانقلاب ليلة 15 تموز/ يوليو الجاري، مشددا في الوقت ذاته على دور القوات الخاصة التابعة للشرطة في ذلك.
وقالت الصحيفة في هذا المقابلة التي ترجمتها "عربي21"، إن الوزير أفكان آلا كان قد تلقى اتصالا من عارف تشيتن، قائد قوات الجاندرمة، يقول فيه إنه يريد السيطرة على عمليات قوات الجندرمة، مضيفا أن تشيتن أدار حراك المواطنين من مسجد، ومن عمارة قيد الإنشاء، ثم من أحد البيوت.
ونقلت الصحيفة عن الوزير التركي قوله: "طلبنا من القوات الخاصة (التابعة للشرطة) التدخل بعد محاولات الانقلابيين السيطرة على أكثر من مركز، وأحضرنا القوات الخاصة بالطائرات من جنوب شرق البلاد، ومن البحر الأسود، وأنزلنا 1500 منهم في نوشهير، و1500 في اسطنبول، وأخبرتهم بأن علينا استعادة قناة TRT الحكومية، ولو اضطررنا لهدم المبنى كله لنعيد البث من فوق أنقاضه، كذلك الأمر بالنسبة لمقر بث قمر تركسات، وقناة CNN التركية".
ونقلت الصحيفة عن قائد قوات الجاندرمة حديثه عما جرى تلك الليلة، حيث قال: "طلب مني قائد القوات الخاصة أن أعطيه الصلاحيات من أجل أن يستعيد مبنى رئاسة الأركان، وأعطيته الصلاحيات الكاملة ليس باسمي فقط، وإنما باسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. أما أنا فأشرفت على عمليات قوات الجاندرمة من مسجد، ثم من عمارة قيد الإنشاء، ثم من أحد البيوت".
وبينت الصحيفة أنّ المواطنين اعتقدوا أنّ عارف تشيتن مع القوات الانقلابية، لكن بعد سماعهم للتصريحات وتوضيح الأمور عبر قنوات التلفزيون، وإدراكهم بأنه يقود الحراك المضاد للمحاولة الانقلابية، سارعوا إلى تقديم كل الخدمات له، من تسهيل حركته، وتقديم الطعام والشاي له.
وعن اللحظات الأولى من المحاولة الانقلابية، يقول وزير الداخلية: "أقلعت الطائرة التي تقلني من أرضروم عند الساعة التاسعة وعشرين دقيقة مساء، ووصلت إلى أنقرة عند الساعة الحادية عشر، وحينها تلقيت اتصالا هاتفيا يقول: "سيدي هناك أخبار يتم تداولها عبر وسائل الإعلام عن محاولة انقلابية"، وحينها اتصلت بهاكان فيدان، رئيس جهاز الاستخبارات، وأعلمني بأن هناك انقلابا.. وبأنهم يقصفوننا ويهاجموننا".
ويضيف الوزير قائلا: "حاولت الاتصال برئيس الجمهورية، لكني اكتشفت أنه اتصل بي أولا عندما كنت في الجو في الطائرة، وعندما نزلت في المطار كانت طائرته هو قد أقلعت، وبعد مدة وصلنا إلى رئيس الوزراء، وأخبرنا بأنّ الانقلابيين ألقوا القبض على قائد الأركان وبعض القادة العسكريين الآخرين، وسريعا اكتشفنا أن هذه الأوامر لا تتبع لتسلسل القيادة، وأدركنا أنها محاولة انقلابية من قبل عناصر وجنرالات في الجيش".
وأجاب الوزير التركي عن سؤال يتعلق بعلمه باستهداف القوات الخاصة للانقلابيين؛ بالقول: "اتصل بي المدير العام لجهاز الشرطة، وذكر لي بأنّ الشرطة تواجه الآن طائرات الهيلوكوبتر التي تطلق النار بكثافة، وأدت هذه النيران إلى استشهاد 50 عنصرا من عناصر القوات الخاصة. وبقينا على اتصال دائم مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وقمنا بتنسيق إرسال الأسلحة إلى جهاز الشرطة، وذلك بالتعاون مع جهاز الاستخبارات".
وعبّر الوزير عن فخره بما أنجزته القوات الخاصة ورجال الشرطة بقوله: "أرسم قُبلة على رؤوسهم جميعا، وأقف احتراما لهم، تركوا كل شيء، وأنقذوا الدولة، نحن لم نشهد في تاريخنا خونة مثل الانقلابيين، هؤلاء إرهابيون ارتدوا زي الجيش، لذلك فهم خونة أكثر من الإرهابيين العاديين".
وفي رده على سؤال حول "ماذا لو حصلتم على خبر محاولة الانقلاب بصورة مبكرة، هل كان رجال الشرطة قادرين على منع المحاولة الانقلابية من أساسها؟"، يقول الوزير: "لو حصلنا على المعلومة في الساعة 16:00، لتغيرت الكثير من المعطيات، لأننا كنا حينها سنخبر جميع الأطراف ونتحرك سريعا، وكنت سأعزل القسم الأكبر من التابعين للمحاولة الانقلابية على الفور".
ويؤكد الوزير أن "جهاز الشرطة لم يحصل على معلومات من الاستخبارات، فقد كان من المفترض أن يحصل على معلومات من العسكر، ثم يخبروا جهاز الشرطة بها. ولا شك أنّ وصول المعلومات لجهاز الاستخبارات قبل أربع أو خمس ساعات من المحاولة ساهم في التخفيف من حدتها، حيث تم استبدال رئيس استخبارات الجاندرمة، ومع أننا لم نستطع تغيير تركيبة قوات الجاندرمة، إلا أنّ عدد المنتمين لها من المشاركين في المحاولة الانقلابية كان قليلا".
وأضاف: "لا يوجد ما يفسر الأحداث بعد ذلك. كان يجب أن يحصل جهاز الاستخبارات على معلومات من داخل تركيبة هذه المنظمة الإرهابية. لكن الغريب أن من الجنرالات من توجه لحضور حفل زواج. كان من المفترض أن يتم الاتصال برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بصورة مبكرة، كان عليهم أن يتصلوا بي أيضا. اتصل بي رئيس الأركان الساعة الحادية عشرة، صباح ذلك اليوم، وقال لي أين أنتم؟ ما رأيكم أن نجلس ونقيّم الأوضاع؟ فأجبته بأني في أرضروم. نلتقي يوم الاثنين أو الثلاثاء".
وشدد الوزير في هذه المقابلة الصحفية على "وجود ضعف استخباراتي.. نعم هذا صحيح، ولكن هناك ضعف أكبر في النظام نفسه، وهذا ما أتحدث عنه. إذا استمر هذا النظام خمس أو عشر سنوات أخرى فقد نشهد، مستقبلا، محاولة جديدة".