في عملية خاصة ومشتركة، بين جهاز الأمن العام
الإسرائيلي "الشاباك" والشرطة الإسرائيلية وجيش الاحتلال، تمكنت "إسرائيل" فجر الأربعاء من إعدام محمد الفقيه (29 عاما)، منفذ عملية مستوطنة عتنائيل مطلع هذا الشهر، التي قتل فيها الحاخام ميكي مارك، ليبقى السؤال: كيف نجحت "إسرائيل" في الوصول إلى الشهيد الفقيه وإعدامه؟
فبعد مرور نحو الشهر على مقتل الحاخام، في عملية إطلاق نار قرب مدينة
الخليل جنوب الضفة الغربية، على طريق رقم 60 القريب من مستوطنة "عتنائيل"، أعلنت قوات الاحتلال الأربعاء عن قتل الفقيه، واعتقال آخرين ينتمون لحركة
حماس، من "الخلية ذاتها" التي نفذت العملية.
الطريق للوصول إلى الشهيد الفقيه انتهى في بلدة "صوريف" شمال الخليل، حيث "أطلق الجيش الإسرائيلي صاروخا مضاضا للدبابات قبل هدم المنزل الذي كان يتحصن فيه"، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وأكد جيش الاحتلال أن أعضاء الخلية الثلاثة الآخرين الذين تم اعتقالهم، وهم شقيقه ساهر، وابن عمه معز، ومحمد عمايرة، ينتمون جميعهم لحماس "التي تسيطر على قطاع غزة، وتكتسب شعبية متزايدة في الضفة الغربية"، وفق ما نقله الموقع الإسرائيلي.
وأوضح الموقع أن مطاردة الخلية المسؤولة عن قتل الحاخام بدأت في 4 تموز/ يوليو الجاري، أي بعد ثلاثة أيام من عملية إطلاق النار، عندما تم اعتقال محمد عبد المجيد عمايرة (38 عاما)، العضو في جهاز الأمن الوقائي
الفلسطيني.
وقال عمايرة للمسؤولين في جهاز الشاباك خلال التحقيق معه إنه كان هو من قاد السيارة في الليلة التي وقع فيها الهجوم، ولكن الفقيه هو من قام في الواقع بإطلاق النار، بحسب الموقع الإسرائيلي الذي أكد أن قوات الاحتلال عثرت على السيارة والسلاح ليبدأ الشاباك بالبحث عن الخلية.
وعندما "نجح عملاء المخابرات بتحديد مكان اختباء الفقيه في القرية، دخلت وحدات سرية تابعة لشرطة حرس الحدود وفرقة التدخل السريع والجيش الإسرائيلي القرية في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، وقامت بتطويق المبنى، وأمرت القوات الإسرائيلية الفقيه بالاستسلام، لكنه رفض وبدأ بإطلاق النار من بندقية، ورد الجنود بإطلاق النار".
ومع استمرار الفقيه في رفضه للاستسلام واستمراره في إطلاق النار على القوات، قام الجيش الإسرائيلي بتطبيق ما يسمى بأسلوب "طنجرة الضغط"، وهو زيادة مطردة في كثافة وقوة الأسلحة التي استخدمت ضد المبنى الذي تحصن فيه الفقيه، وفق الموقع.
واستمر تبادل إطلاق النار لنحو ست ساعات، قام الجيش الإسرائيلي خلالها باستخدام إطلاق نار كثيف وموجه، وسلاح "سايمون"، لاختراق الأبواب في المبنى، تبعه بعد ذلك صاروخ مضاد للدبابات من طراز "تاو"، تلته خمس قذائف مضادة للدبابات من طراز "ماتادور"، وتسببت القذائف بأضرار جسيمة للمبنى.
في النهاية، بحسب الموقع، "تم إحضار جرافة مدرعة عسكرية لهدم ما تبقى من جدران المبنى المكون من ثلاث طبقات. ورفض الفقيه الخروج حتى في الوقت الذي بدأ المبنى بالانهيار من حوله، قبل أن تقتله القوات الإسرائيلية"، حيث عثرت قوات الاحتلال في ساعات الفجر على جثمان الشهيد، خلال "تمشيطها لحطام المبنى، وتم العثور بجانبه على أسلحة مع قنبلة يدوية بدائية وبندقية كلاشينكوف ومخزن ذخيرة"، وفق الموقع.
واقتحمت قوات الاحتلال في الوقت ذاته "مباني متاخمة، وقامت باعتقال مشتبه بهم آخرين ساعدوا في إخفاء الفقيه"، فيما قام لواء "كفير"، بتأمين المنطقة المحيطة بالمبنى خلال العملية، في الوقت الذي خرج فيه مئات الفلسطينيين للاحتجاج.