كشف مركز دراسات مستقل يتخذ من مدينة سراييفو مقرّا له، أن السلطات التركية ستبدأ تحقيقا موسعا لتحديد ما إذا كان محمد
دحلان ضالعا فعلا في محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف تموز/ يوليو الحالي، فيما أشار المركز الى أن الفلسطيني دحلان الذي يعمل مستشارا لدى ولي عهد أبوظبي يحمل جنسية كل من صربيا والجبل الأسود.
وقال مركز "ستراتيس"، وهو معهد للبحوث الاستراتيجية والدراسات في البوسنة والهرسك، عبر تقرير له، إن
تركيا تحقق في الدور الذي لعبه دحلان في ترتيب محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيرا إلى أن دحلان يوصف بأنه "صديق" لرئيسي الوزراء في الجبل الأسود وصربيا، ميلو دجوكانوفيك وأليكساندر فوسيس.
ونقل التقرير عن القيادي في حزب العدالة والتنمية التركي أحمد فارول، قوله إن "دحلان لديه علاقات وثيقة مع أتباع المعارض التركي الذي يقيم في أمريكا فتح الله
غولن، الذين نفذوا محاولة الانقلاب الفاشلة".
وأكد فارول أن أجهزة الأمن التركية تحقق في العلاقات التي تربط بين دحلان وجماعة غولن، وما إذا كان الرجل ضالعا في الانقلاب، وقال فارول إن "تركيا لن تتردد في معاقبة المتورطين في الإضرار بالبلاد".
وبحسب وثائق رسمية يتحدث عنها تقرير مركز الدراسات البوسني، فإن دحلان وزوجته حصلا على الجنسية من جمهورية الجبل الأسود في العام 2010، ولاحقا وصف رئيس الوزراء دجوكانوفيك دحلان أمام البرلمان بأنه "صديق"، مشيرا إلى أنه كان الجسر لبناء علاقات مع أبوظبي انتهت بضخ استثمارات ضخمة في البلاد.
وفي العامين 2013 و2014، حصل دحلان مع ستة من معاونيه على جنسية صربيا، وتمكنت بعده بلغراد من استقطاب استثمارات ضخمة من
الإمارات عن طريق دحلان على ما يبدو.
وتأتي المعلومات التي نشرها المركز البوسني عن تحقيقات تجريها السلطات التركية حول دور دحلان في الانقلاب الفاشل، لتؤكد ما ورد في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني يوم الجمعة وكانت "
عربي21" أول من ترجمه ونشر مضمونه، ومفاده أن دحلان كان وسيطا في عمليات تمويل قامت بها الإمارات لجماعة غولن قبل أسابيع قليلة من المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ونقل "ميدل إيست آي" عن مصادر في أجهزة الأمن التركية التي تقوم بالتحقيق في محاولة الانقلاب، قولها إن دحلان نفذ التحويلات بواسطة رجل أعمال مقرب منه ويقيم في الولايات المتحدة، ويؤكد الموقع أن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد هوية رجل الأعمال المشار إليه، لكن الموقع لم يكشف من هو.