كشف الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، تأخر رئيسة الوزراء البريطانية "
تيريزا ماي"، "بأكثر مما هو طبيعي ولائق، لنحو ثلاثة أسابيع في الرد على طلب رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، السماح له بإجراء اتصال هاتفي معها، كي تتلقى تهنئته لها بمنصبها الجديد".
ووصف السناوي، المقرب من نظام حكم السيسي، تلك الواقعة، بأنها "جلافة دبلوماسية من رئيسة وزراء بلد عهد عنه العناية بالأصول والتقاليد"، بحسب قوله.
جاء ذلك في مقاله بصحيفة "الشروق"، الأربعاء، تحت عنوان: "رسائل الإيكونوميست".
وأردف السناوي متشائما: "إننا مقبلون على أوضاع شديدة الصعوبة في العلاقات الدولية، تأخذ مداها من علاقات متراجعة مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، وعلاقات أخرى مع الولايات المتحدة قد تتعرض لهزات كبيرة مع رئاستها المقبلة".
وشدد على أن "الوضع كله يحتاج إلى مراجعة عاجلة تتطلب فتح نوافذ الحوار العام، لا اعتبار الاجتهادات تشكيكا في الإنجازات، والاستماع بجدية إلى الأنين الاجتماعي، ورفع أية مظالم سياسية بالإفراج عن كل المعتقلين الذين تعرضوا للظلم الفادح، دون أن يكونوا قد تورطوا في أي عنف".
ورأى مراقبون أن هذه النصائح التي تقدم بها السناوي تأتي متأخرة جدا، بعد أن تجاوزها الفرز والاستقطاب، الحاصل حاليا في المجتمع المصري، ليضع أنصار السيسي أنفسهم في زاوية ضيقة، بعد أن كانوا يطمحون في أن يفعلوا ذلك بالمعارضين، لكن إخفاقه السياسي والاقتصادي، قد حشرهم هم في تلك الزاوية.
وكانت وسائل
الإعلام المصرية، أبرزت، نهاية الأسبوع الماضي، اتصال السيسي هاتفيا برئيسة وزراء بريطانيا، لتهنئتها بمنصبها الجديد، قائلة إنه أعرب في الاتصال عن تمنياته بالتوفيق، والنجاح في مهمتها.
وزعمت وسائل الإعلام المصرية أيضا أن تريزا ماي أعربت عن خالص تقديرها لتهنئة السيسي، وأكدت تطلعها للعمل على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، وحرص بلادها على تقديم المساعدة اللازمة لدعم جهود النهوض بالاقتصاد المصري، بما في ذلك زيادة الاستثمارات البريطانية بمصر.
لكن مراقبين لاحظوا أن قرار إدارة الهجرة بوزارة الداخلية البريطانية بمنح حق اللجوء السياسي لمن يثبت تعرضه للاضطهاد في مصر من أعضاء جماعة
الإخوان المسلمين أو من الصحفيين، قد جاء تاليا لهذا الاتصال، معتبرين ذلك بمثابة "صفعة" وجهتها إدارة رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة لنظام السيسي، وهو ما استوعبته إدارته وإعلاميوه جيدا.