قال خبير الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، ومسؤول ملف الخرائط في "بيت الشرق" بالقدس المحتلة، خليل التفكجي، إن
الاحتلال الإسرائيلي يسعى للقفز إلى المرحلة النهائية في
المفاوضات مع الفلسطينيين حول القدس، من خلال تعزيز تواجد
الشرطة الإسرائيلية في أحيائها؛ لتكريس سيادته عليها.
وقررت "إسرائيل"، أمس الأربعاء، وفق ما ذكره موقع " تايمز أوف إسرائيل"، تعزيز تواجد الشرطة الإسرائيلية في الجانب الشرقي من مدينة
القدس المحتلة؛ عبر نشر ما يزيد على ألف و200 ضابط إسرائيلي جديد، تم توظيف 200 منهم، وافتتاح ستة مخافر لشرطة الاحتلال.
وتقدر تكلفة خطة تعزيز التواجد الأمني الإسرائيلية في القدس؛ بأكثر من ربع مليار دولار خلال السنوات الأربع الأولى. وستقام المخافر الجديدة في كل من: رأس العمود، والعيساوية، والطور، وبيت صفافة، وجبل المكبر، وصور باهر.
وزعمت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها، أن الخطوة الإسرائيلية ستعمل على "تعزيز سيادة القانون، وتوفير خدمات عالية الجودة للسكان الفلسطينيين في المدينة التي تعاني الإهمال والبنية التحتية السيئة".
وجاء في البيان الذي نقله الموقع الإسرائيلي، أنه "لن يتم تكليف المخافر الستة الجديدة فقط بمكافحة الإرهاب ضد المتطرفين في أحياء القدس -وهو ما تقوم به وحدات الاستخبارات الإسرائيلية ووحدات شرطة القدس الخاصة- ولكن بالأساس خدمة السكان المحليين، ومحاربة الإجرام المتفشي".
وتشهد مدينة القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ مواجهات مستمرة مع قوات الاحتلال. ولا يعترف المجتمع الدولي بضم "إسرائيل" للشطر الشرقي من القدس المحتلة عام 1967.
سيادة إسرائيلية كاملة
وقال الخبير خليل التفكجي إن الاحتلال "يريد أن يفرض سيادة كاملة على مدينة القدس المحتلة، بشقيها الشرقي والغربي، خاصة أن هناك انسحابا للشرطة الفلسطينية من الشطر الشرقي من القدس".
وأوضح لـ"
عربي21" أنه "بمقدار ما تنسحب الشرطة الفلسطينية؛ بمقدار ما يكون هناك تداخلات بشكل كبير جدا من قبل الاحتلال"، موضحا أن "القضية ليست أمنية بقدر ما هي فرض للسيادة الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلة وكافة مجالات الحياة فيها؛ المدنية والإدارية والقانونية".
وأضاف التفكجي أن "ما يجري ليس فقط فتح مراكز جديدة للشرطة الإسرائيلية، بل هو كذلك فرض للمنهاج التعليمي الإسرائيلي داخل مدينة القدس، وهذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة"، لافتا إلى أن الاحتلال "شرع بالتدخل في الجانب الديني بشكل كبير، وهذا ما يحدث يوميا داخل
المسجد الأقصى المبارك".
وعمل الاحتلال خلال الأيام الماضية على اعتقال العديد من العاملين في دائرة الأوقاف التي تدير شؤون المسجد الأقصى، وأمر بوقف كافة أعمال الترميم والإعمار داخل ساحات ومصليات المسجد الأقصى.
عاصمة لدولة واحدة
وقال خبير الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية، إن "الاحتلال يريد أن يقول للعالم إن مدينة القدس بشطريها الغربي والشرقي تحت سيطرة واحدة؛ هي سيطرة الشرطة الإسرائيلية، دون أن يعترف بأن هناك فلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال في الشطر الشرقي من القدس المحتلة منذ عام 1967".
وحول التداعيات السياسية المستقبلية للإجراءات الإسرائيلية في القدس؛ قال التفكجي إن "الجانب الإسرائيلي يريد فرض أن القدس (الغربية والشرقية) عاصمة لدولة واحدة، وهذا ما يتم تنفيذه عبر فرض القوانين والإجراءات والأوامر المختلفة".
وتابع: "في مرحلة ما؛ عندما نريد أن نناقش مسألة الشطر الشرقي من القدس المحتل بعد عام 1967؛ تكون القدس من الناحية الجغرافية والسكانية قد تم إنهاؤها".
وبين التفكجي أن "التوسع الاستيطاني الذي يجري يوميا داخل مدينة القدس، وطرد الفلسطينيين وسحب هوياتهم، ومحاولة منحهم الجنسية الإسرائيلية؛ كل ذلك يدل على أن إسرائيل قفزت وحدها إلى المرحلة النهائية؛ التي عندما نصلها كفلسطينيين فلن تكون هناك مدينة القدس".
وتم تأجيل مناقشة وضع مدينة القدس المحتلة خلال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، إلى مفاوضات الوضع النهائي التي لم تأت بعد؛ بسبب توقف العملية التفاوضية.