نشرت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية تقريرا؛ سلطت فيه الضوء على الأحداث المستجدة في كل من مدينتي
الرقة ومنبج في
سوريا، وعن تخطيط الأكراد للسيطرة على الرقة بمساعدة القوات الروسية والأمريكية، وهو ما يشير إلى أن معركة
منبج لم تكن سوى تمهيد لهجوم أكبر وأوسع.
وذكرت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الهدف الرئيسي من معركة منبج، التي استمرت ثلاثة أشهر كاملة، يكمن في السيطرة على الرقة، معقل
تنظيم الدولة الرئيسي في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة قدمت مساعدات كبيرة للوحدات الكردية، تمثلت في أسلحة وذخائر وتدريبات عملية، إلى جانب إرسال ما يقارب من 300 جندي من القوات الخاصة الأمريكية لتتولي عملية التدريب وقيادة الصفوف الأولى. ولكن هذه المجموعة لم تكن جاهزة في منتصف شهر أيار/ مايو، لأسباب سياسية وعسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن معركة منبج كانت، من وجهة نظر عسكرية، بمثابة تدريب اختباري أقل تكلفة وخطورة من معركة الرقة، وفرصة لقطع الاتصالات بين المركز الحدودي لمدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة؛ ومعقل التنظيم في الرقة.
أما من وجهة نظر القوات الكردية، التي تشكل نحو ثلاثة أرباع مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية"، فقد اعتبرت معركة منبج من أكثر المعارك المستهلكة سياسيا؛ لأنها ترى فيها موطنا لمجموعات كردية كبيرة، وباعتبارها أهم موقع استراتيجي لتنظيم الدولة يتنافس عليه مع كانتوني عين العرب وعفرين الكرديين.
وذكرت الصحيفة أن الأكراد كانوا يسعون إلى استكمال العمل على إنهاء سيطرة تنظيم الدولة في جرابلس التي تضم 20 ألف مواطن، قبل البدء في الهجوم على الرقة، ولكنهم كانوا مطالبين بالتقيد بخريطة الطريق التي وضعتها واشنطن والتي تهدف من خلالها للقضاء على تنظيم الدولة في سوريا والموصل، قبل 8 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن المشاكل لا تزال محيطة بالأكراد وتكلفهم الكثير من الخسائر، حيث لم تملك القوات الكردية القدرة، على الرغم من التدريبات، على شن هجوم على مدينة تضم نصف مليون مواطن وتحيطها قوة النخبة التابعة لتنظيم الدولة من كل جهاتها.
وأضافت الصحيفة أنه من الأسباب التي جعلت الأكراد يبدأون بمدينة منبج في معركتهم للسيطرة على الرقة، تفاوت عدد مقاتلي التنظيم المنتشرين في المدينتين، حيث ضمت منبج 1500 مقاتل من التنظيم، ظلوا يقاومون لمدة 73 يوماً، بينما تضم الرقة قرابة 4 آلاف مقاتل ويسعى التنظيم لرفع في هذا العدد ليصل إلى 8 آلاف مقاتل.
وفي هذا الصدد، يقول ناشطون في المعارضة السورية أن عناصر التنظيم انتقلوا إلى مدينة القائم، على الحدود السورية العراقية، والتي تعد ثالث معقل لتنظيم الدولة، بعد الرقة والموصل، بينما أفادت مصادر عراقية أن أبو بكر البغدادي يعمل على تفادي تواجده في المدينتين.
وسلطت الصحيفة الضوء على دور روسيا في هذه المعركة، حيث تلعب هذه الأخيرة أهم أوراقها في الرقة أمام الولايات المتحدة وفرنسا من خلال هجماتها الجوية على المدينة مؤخرا، بعد أن كان تركيزها، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، على مدينة حلب، إلى جانب دورها الرئيسي المتمثل في مساعدة قوات النظام السوري.