تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، مقطع فيديو تظهر فيه مشاهد مروعة لعناصر من مليشيات الحشد الشعبي، وههم يمارسون التعذيب بحق مدنيين عزل معصوبي الأعين وموثوقي الأيدي.
وقال النشطاء، إن عناصر الحشد الشعبي عذبوا هؤلاء المعتقلين المدنيين من أهل السنة حتى الموت باستخدام "الكيبل والعصا"، وسط صرخات استغاثة لم تجد نفعا في إنقاذهم.
ولم يتسن لـ"عربي21" التحقق من مقطع الفيديو المنشور، كما أنها لم تتمكن من التحقق من مكان التصوير وزمانه ومن الأشخاص الظاهرين في المقطع.
وطالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في الأول من آب/ أغسطس الجاري، قادة الجيش
العراقي بمنع المليشيات التي لها سجلات انتهاكات خطيرة، من المشاركة في العمليات العسكرية المخطط لها في الموصل.
ودعت المنظمة في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، الأحد، إلى التزام الحكومة باتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين وضمان احترام قوانين الحرب، ما يجعل منع هذه المجموعات من المشاركة في حملة الموصل أمرا ضروريا.
ورغم إقرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في 10 حزيران/ يونيو الماضي، بوقوع انتهاكات ضد أهالي الفلوجة، فإنه اعتبرها تجاوزات "غير ممنهجة"، موجها بإيقاف متهمين بـ"التجاوز" على مواطنين خلال العمليات العسكرية الجارية في مدينة الفلوجة.
وسبق أن دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في 19 حزيران/ يونيو، إلى إبعاد "مليشيات إرهابية"، مارست انتهاكات ضد المدنيين من صفوف الحشد الشعبي.
وقال الصدر في رد على قيام الحكومة باعتقال من ثبت عليه دليل الاعتداء على المدنيين في الفلوجة، إن هذا العمل لا يكفي، بل إنه يجب محاسبة كل من اعتدى ولو سرا.
وشدد الزعيم الشيعي على ضرورة "حجب كل مليشيات سوداوية ظالمة إرهابية عن الجهاد وعن الحشد، وتحرير المدن وإرجاع الحق لذي الحق".
وبحسب شهادات أدلى بها ناجون في مقاطع فيديو نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي في 13 حزيران/ يونيو الماضي، فإن "المليشيات ارتكبت جرائم قتل وتنكيل وتعذيب بحق هؤلاء المعتقلين الذين كانوا محتجزين لدى مليشيات الحشد الشعبي".
وقال ناجون، إنهم "عذبوا بطريقة وحشية ومهينة، وهناك من تم ذبحهم ودفنهم وهم أحياء في مقابر جماعية، وهشمت العشرات من رؤوسهم وكسرت أطرافهم"، ومنهم فارقوا الحياة من شدة التعذيب، بحسب الشهود.
وتتهم منظمات حقوقية في تقارير عدة، مليشيات عراقية منضوية تحت مليشيات الحشد الشعبي، بارتكابها جرائم قتل واختطاف وحرق للمنازل ودور العبادة في المناطق التي يتم استعادتها من تنظيم الدولة.
وكان مركز بغداد لحقوق الإنسان، ذكر أن "جرائم طائفية مروِّعة ارتكبها الحشد الشعبي وأجهزة أمنية وعسكرية أخرى وبمشاركة عسكريين إيرانيين، تمثلت بالإعدامات الجماعية والفردية خارج إطار القانون، من ذبح وحرق ورمي بالرصاص ودفن للمدنيين الأحياء بالجرافات".
وأضاف المركز في بيان له في 12 حزيران/ يونيو 2016، أن الحشد الشعبي "ارتكب جرائم الإخفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة، والاعتداء على أموال وممتلكات المدنيين، والاعتداء على الرموز والمقدسات الدينية للمسلمين السُنة".