ملفات وتقارير

ما هو القاسم المشترك بين القيادات النسائية في العالم؟

الأتلنتك: يصعب إيجاد نقاط تشابه بين عدد من القيادات النسائية- أرشيفية
الأتلنتك: يصعب إيجاد نقاط تشابه بين عدد من القيادات النسائية- أرشيفية
نشرت مجلة " الأتلنتك" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن القاسم المشترك بين القيادات النسائية، اللائي نجحن في إثبات وجودهن على الساحة العالمية. كما سعت، في الوقت نفسه، إلى مزيد من التأكيد على جدارتهن في تقلد مناصب قيادية، علاوة على سعيهن إلى تغيير نظرة مجتمعاتهن لدور المرأة وقدرتها على صنع القرار والنجاح.
 
وقالت الصحيفة إنه يصعب إيجاد نقاط تشابه بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة، ورئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، واستدركت أن الرابط المشترك بينهن يتمثل في كونهن قيادات نسائية.
 
وقضت ميركل، على سبيل المثال، أكثر من عقد من الزمن تعمل كصيدلانية، قبل أن تخوض في ميدان السياسة، في حين كانت حسينة ابنة أول رئيس لبنجلاديش، في الكلية، عندما كانت تعمل كحلقة وصل لسياسة والدها. 
 
واستفسرت المجلة عن إمكانية وجود شيء أعمق يمكن أن تتشارك فيه تلك ‏النساء، على الرغم من السياقات الثقافية والسياسية المختلفة. وأفادت بأن الإجابة ‏عن هذا الاستفسار لن تكشف عن الطبيعة الجوهرية والأساسية للقيادة النسائية، ‏ولكن ستظهر كيف يُنظر للمرأة القائدة في جميع أنحاء العالم، وربما ‏الأهم من ذلك، ستسمح بإظهار العقبات التي لا تزال تواجهها المرأة في سعيها لتحقيق التمثيل ‏المتساوي بينها وبين الرجل. ‏

ونقلت المجلة ما قالته الباحثة سوزان مادسن من جامعة يوتا فالي: "في الوقت الذي تم فيه القيام بالعديد من الدراسات حول القيادة في مختلف الثقافات، لم يركز إلا القليل منها على القيادة النسائية، على وجه التحديد"، وبين سنتي 2009-2010، قامت مادسن ‏بمقابلات مع نساء في الصين والإمارات العربية المتحدة، وسألتهن حول مساراتهن الخاصة للوصول إلى القيادة، وقالت إنها فوجئت بوجود أوجه شبه بين النساء عندما أصبحن قائدات.
 
وأوضحت مادسن أن "كل واحدة منهن أفادت بأن محادثات مائدة العشاء مع أسرهن ساهمت في تعزيز ثقتهن بأنفسهن، حيث كان آباؤهن يتحدثون عن السياسة، وعما كان يحدث في المجتمع، وعندما أردن التعبير عن آرائهن، لم يواجهن صدّا من آبائهن".

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث غالبا ما يتم فصل الرجال عن النساء، أشارت النساء اللاتي قابلتهن مادسن إلى دور آبائهن في تشجيعهن على الكلام، وقالت العديدات منهن إن أولياءهن كانوا يجلبون لهن الكتب.

وذكرت المجلة أنه من خلال سلسلة من المقابلات حول "المرأة والقيادة"، تحدثت مادسن مع ثلاث نساء أصبحن قياديات في بلدانهن: وهن، أغنيس إيغويي من أوغندا، التي تعمل مع حكومتها لمواجهة الاتجار بالبشر، وإكرام بن سعيد، مؤسسة المنظمة التونسية لحقوق المرأة "أصوات النساء" وساير الشهال من الهند، التي أنشأت "شيروز"، وهو موقع إلكتروني يساعد النساء على العودة إلى سوق العمل.
 
وأضافت مادسن أن النساء الثلاث اللاتي قابلتهن، أشرن إلى أن البيئة الأسرية كانت عنصرا هاما في تكوين شخصياتهن، خاصة الأب الذي كان يدرس ويشجع النساء في الأسرة على التعلم وطرح الأسئلة، وتشكيل آرائهن الخاصة.
 
من جهة أخرى، ذكرت المجلة أن مادسن استنتجت أيضا أن تطوير الدور القيادي للمرأة لا يشبه دور الرجال، حيث قالت إن "الرجال استراتيجيون أكثر ويميلون إلى اتباع مسار أكثر استقامة، ليصبحوا رائدين، في حين تكون مسارات النساء ناشئة، لأنهن لا تنظرن إلى الأمام ويفكرن".
 
وأضافت المجلة أن السبب الآخر الذي يُظهر وجود تشابه بين القيادات النسائية، هو أنه يتم التعامل معهن بمعايير أعلى من الرجال، وربما أكثر دراماتيكية في البلدان التي تعرف بعدم المساواة بين الجنسين. وقد توصلت فريدة جلازي من جامعة كاليفورنيا إلى الشيء نفسه في أبحاثها. حيث أوضحت أنه "علينا أن نعترف بأن الرجال لا يخشون ألا يصبحوا قادة جيدين لأنهم ببساطة رجال"، وأضافت: "غدا يمكن أن يقول أحدهم إن الرئيس باراك أوباما فشل فشلا ذريعا، ولكن لا أحد سيستنتج من ذلك أن كل الرجال قادة سيئون، لذلك لا يمكن القول إن الجنس يحدد النجاح أو الفشل".
 
وكمثال على ذلك استدلت المجلة بما أفادت به التونسية إكرام بن سعيد بأن الناس بدأت تقبل بوجود المرأة في الحكومة وتثق بها، وأضافت أنهن "يواجهن ضغوطا لتحقيق نتائج إيجابية، حتى تتمكن من التشجيع على تواجد عدد أكبر من النساء في مناصب قيادية".
 
وكان لإيغويي الرأي نفسه في أوغندا، حيث قالت: "إن النساء اللاتي تتبوأن مناصب قيادية في بلدي يجب أن تكن قويات، لأن الأمر ليس سهلا على الإطلاق". وأضافت: "يجب عليك أن تعلمي دائما بأنك تمثلين جميع النساء. لذلك عليك أن تعملي بجد لتقديم أداء جيد، لأنك إذا فعلت شيئا خاطئا، سيقولون إنهن النساء".

وختمت مادسن بالقول إن "النساء يتأثرن بطبيعة القيادة في بلادهن، وهامش الحرية الذي يمنح لهن، فعلى سبيل المثال، كبار القادة في الشرق الأوسط هم ملوك أو شيوخ، وهناك فصل كبير بين القادة والمجتمع، ونتيجة لذلك، في كثير من الأحيان، لا ترى النساء أنفسهن كقائدات". لذلك تسعى بن سعيد وشهال وإيغويي وغيرهن من النساء، لوقف ذلك التوجه في جميع أنحاء العالم.
التعليقات (0)