تزايد وتيرة التعذيب والإهمال الطبي بأماكن الاحتجاز في مصر

شهدت مصر خلال الأسبوع الجاري تزايدا في حالات الاعتقال والتعذيب والإهمال الطبي داخل أماكن الاحتجاز والسجون، كشفها عدد من المحامين والمنظمات الحقوقية المحلية.

خرج من المعتقل مريض بالسل وبكفاءة قلبية 20%

أبرز تلك الحالات هي للطبيب محمد عبد الغني الذي أخلي سبيله مؤخرا؛ حيث ذكر شقيقه أيمن عبر تدوينة له على "فيسبوك" أمس الأربعاء أن الطبيب محمد أصيب بسل العظام وتفتت فقرتين في ظهره نتيجة للإهمال الطبي المتعمد بالسجن




بدلا من تطبيق الإفراج.. تلفيق تهم جديدة

إحدى تلك الحالات البارزة أيضا، الناشط إسلام خليل الذي صدر قرار إخلاء سبيله يوم الأحد الماضي بكفالة 50 ألف جنيه، إلا أن قوات الانقلاب تعنتت في تنفيذ القرار حيث تم نقله إلى قسم الرمل تان بالإسكندرية.

وطبقا لما أكده شقيقه نور خليل والمحامي حليم حنيش عبر "فيسبوك" فقد تم الاعتداء على إسلام فور وصوله إلى القسم بالضرب بمواسير المياه من الضباط وأصيب بجرح 25 سم في اليد وجرح في الوجه ونزيف بالإضافة إلى جروح في الرأس وتورم في جسده، ثم احتجازه بزنزانة الجنائيين.

وأضاف شقيقه أنه يتم التنكيل بإسلام خاصة وأنه قيل له في القسم: "انت اللي معمول عليك دوشة، ده انت متوصي عليك من فوق ومش خارج من هنا"، مشيرا إلى تخوفه من تلفيق قضية جديدة لشقيقه رغم قرار إخلاء السبيل.

وقد تم بالفعل ما تخوف منه ذوو إسلام حيث تم ترحيله اليوم الخميس إلى نيابة تاني رمل الجزئية متهما في المحضر رقم 20306-2016 بالمشاجرة والتعدي على ضابط شرطة.

بسبب الجدعنة .. اعتقال وتعذيب مستمر

أحمد عبد الرحمن.. "الراجل الجدع" كما يطلق عليه النشطاء ، مواطن من أسوان (جنوب الصعيد) يعمل في شركة أمن بالقاهرة، رأى مجموعة من المخبرين يحيطون بفتاة ويضربونها في يوم تظاهرة "لا للمحاكمات العسكرية" يوم 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، تدخل وحاول أن ينقذها من غير أن يعرف أي سبب لما يجري، فتم اعتقاله وحبسه وحكم عليه بالسجن خمس سنوات في قضية مجلس الشورى.

وقد نشرت مؤسسة "الحقانية" استغاثة لما يتعرض له أحمد من تعذيب واعتداء داخل المعتقل على أيدي ضباط المباحث، بعد إضرابه عن الطعام لليوم الـ 17 على التوالي.



الأسد العجوز وتعذيب المعتقلين

أحدث الشهادات عما يتم داخل أقبية وعنابر سجون الانقلاب ما ذكره المفرج عنه حديثا ممدوح جمال في شهادته عبر "فيسبوك"، حيث تحدث عن أحد مخبري المباحث بسجن "القاهرة طرة تحقيق" ويدعى محمد النجار أو الأسد العجوز مثلما يلقبه الجنائيين.



صحفي مضرب عن الطعام 125 يوما وتدهور شديد لحالته الصحية

خلال هذا الأسبوع أيضا، ذكر شقيق الصحفي خالد سحلوب تدهور حالته الصحية بشدة عقب إضرابه عن الطعام منذ 125 يوما للمطالبة بنقله من سجن العقرب.

وأكد  ياسر شقيق المعتقل عبر "فيسبوك" أنه تعرض للضرب والتعذيب الشديد هذا الأسبوع كما تم نقله إلى المشفى وإعادته إلى سجن العقرب في اليوم ذاته.

وأضاف في تصريح لـ "عربي21" أنه فقد أكثر من 30 كيلو من وزنه، وعانى من قرحة في المعدة، والتهاب شديد في المريء، وقيء مستمر، وانخفاض في ضغط الدم، مما عرضه للإغماء المستمر، بالإضافة إلى مشاكل صحية في مفصل الركبة، وآلام في عظامه، وكل هذا قبل أن يبدأ إضرابه.

فيما ذكرت الناشطة تسنيم الشربيني أنها شاهدت سحلوب خلال نزوله من سيارة الترحيلات ووصفته في منشور لها على "فيسبوك".



الإضراب عن الطعام من أجل العلاج

وخلال الأسبوع الجاري تناولت عدة منظمات حقوقية أنباء إضراب معتقلي العقرب عن الطعام من أجل العلاج، منها ما ذكرته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن إضراب المستشار محمود الخضيري والصحفي هشام جعفر واثنين آخرين عن الطعام وذلك خلال إيداعهم في مستشفى قصر العيني لتلقي العلاج.

وبدؤوا إضرابا عن الطعام منذ السبت الماضي، احتجاجا على "حرمانهم من العلاج الذي تحضره أسرهم على نفقاتها الخاصة، وتهديدهم بإعادتهم لسجن العقرب قبل شفائهم أو إجراء الجراحات اللازمة"، ما اعتبروه "قتلا بالبطيء"، وفور انتشار نبأ إضراب السجناء الأربعة قررت السلطات في اليوم نفسه إعادتهم إلى "العقرب".

جدير بالذكر أيضا، أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات موسعة حيث أسفرت الحملة عن اعتقال ثمانية مواطنين أغلبهم فوق سن الـ 40.