ناقش مستشرق
إسرائيلي بارز، الوضع القائم في
مصر في ظل حكم زعيم الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، وفي ظل الجدل القائم حول ترشحه لولاية ثانية.
وتوقع المستشرق الإسرائيلي سقوط السيسي من الحكم قريبا، بسبب فشله "المدوي" في معالجة الأزمات الاقتصادية وتسببه في ولادة أزمات أخرى.
ولم يستبعد البروفيسور
يرون فريدمان، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب" أن يكون مصير السيسي مثل مصير الخديوي إسماعيل باشا، الذي أجبر على ترك الحكم بفعل تفاقم الأوضاع الاقتصادية سوءا في عهده.
ونوه فريدمان في مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" صباح الأحد، إلى أنه لا مستقبل للسيسي في حكم مصر بدون تحسين الأوضاع الاقتصادية، مشيرا إلى أن شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعاظمت بشكل كبير مع مرور الوقت بفضل إنجازاته الاقتصادية الواضحة والجلية.
وأكد فريدمان أن استقرار نظام السيسي ونجاحه يُعد من "متطلبات الأمن القومي" الإسرائيلي، بسبب طابع العلاقات "الحميمية" التي تم تطويرها منذ صعوده للحكم.
وحذر فريدمان من أن فشل السيسي وسقوطه يعني فتح المجال أمام عودة جماعة الإخوان المسلمين للحكم "وهو ما يهدد المكاسب التي حققتها إسرائيل على صعيد العلاقة مع مصر".
وأشار فريدمان إلى أن الدعم المالي السخي الذي قدمته كل من السعودية والإمارات لم ينجح في وقف التدهور الاقتصادي في مصر، مستذكرا بأن كلا القيادتين السعودية والإماراتية معنيتان بمساعدة السيسي من أجل إنجاحه، ولقطع الطريق على جماعة الإخوان المسلمين، التي يُنظر إليها من قبل الأسر المالكة في الرياض وأبو ظبي على أنها "تهديد وجودي".
وأشار فريدمان إلى أن مظاهر "الانهيار" الاقتصادي في مصر في عهد السيسي تتمثل في شح الأموال في خزانة الدولة "التي أصبحت شبه فارغة، وتآكل قيمة الجنيه، وتعاظم الفروق بين الأغنياء والفقراء وارتفاع الأسعار، وتراجع عوائد السياحة بشكل كبير، وفرار المستثمرين وانهيار البورصة".
وأشار فريدمان إلى أن التضخم المالي وصل إلى 14% وهي نسبة غير مسبوقة، منوها إلى استشراء "الفقر والجهل".
وأكد فريدمان أن ما "زاد الأمور تعقيدا هو استشراء الفساد وتعاظم مظاهر سوء الإدارة والتخطيط في المؤسسات الحكومية".